|
مجتمع وفي طرطوس المحافظة الغنية بالطمأنينة التي يحاول أهلها مد الجسور .. وقنص كل من يريد العبث .. تستمر في طرح الرؤى .. وتكثيف الندوات لتكون على بينة من جميع الأحداث .. وبحضور واع قدم الملتقى التطوعي للرأي والرقابة الشعبية ندوة حوارية بعنوان " غزوة الأحزاب الثانية .. إعلام وأعراب ومتعارضون " للأستاذ المهندس باسل علي الخطيب الذي قال : على ما يبدو جزء من العدوان الذي يشن علينا ، أن تعمي بصيرتنا وبصرنا التفاصيل والتحاليل والتصاريح والإشاعات المتلاحقة كأنها قصف مدفعي مركز عن إدراك حجم المخطط الذي ينفذ ضدنا وعن إدراك أهدافه ومراميه الحقيقية وهو ما سبق وأعلنه صراحة طوني بلير في مذكراته عندما قال: انه يجب أن نعيد تجربة غزو العراق في سورية وعلينا أن نسعى بكل طاقاتنا تدمير الدولة السورية - تدمير الدولة هو شيء اشد خطورة من استبدال رئيس برئيس أو إسقاط نظام وحتى اخطر بكثير من احتلال البلد ، تدمير الدولة يعني بكل بساطة تدمير مؤسساتها والقضاء على هيبتها الداخلية وشرعيتها الخارجية . لقد فشل هذا العدوان في تحقيق هذا الهدف لان الدولة السورية أثبتت أنها قوية جداً من خلال مؤسساتها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية . وهذا لم يأت مصادفة أو نزل بقفة من السماء ، هذه الدولة بنيت على أسس قوية على مدى الأربعين سنة الماضية ، وهنا يحسب لسلطتنا أنها حافظت على هذه الدولة،حافظت على شرعيتها الخارجية ،حتى تاريخه لم يجرؤ احد - ولن يجرؤ- على سحب شرعيتها والاعتراف بمعارضيها،حافظت على هيبتها الداخلية في حدود مقبولة جداً في ظل هذه الظروف . هنا انتقل المعتدون إلى محاولة تحقيق هدف آخر : إسقاط النظام ممثلاً بشخص السيد الرئيس ، وهنا اسقط في أيديهم ، إذ تبين للقائمين على هذا العدوان أن شعبية السيد الرئيس في بلده اكبر من شعبيتهم في بلادهم بكثير ، هذا جانب من جوانب سقوط هذا الهدف وهو جانب مهم ، لكن الجانب الأهم أن الكثيرين لا يفهمون أو بالأحرى لا يريدون أن يفهموا أن النظام في سورية ليس شخصاً أو حكومة أو حزباً أو فئة أو طائفة ، النظام في سورية هو بكل بساطة ذو تركيبة معقدة جدا يتداخل فيها الأفقي مع العمودي .. تتداخل فيها السلطة مع الشعب بأغلب مكوناته الاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية ولكن مع كل هذا علينا ان نعترف لأعدائنا بدهائهم الشديد ،علينا أن نعترف لهم أنهم استعملوا ضدنا أسلحة خبيثة وأنهم عرفوا منذ البداية كيف يستعملونها ، أسلحة تسببت بأذيتنا بشدة ولكنها لم تقتلنا . اعتى هذه الأسلحة التي استعملت وأدهاها كانت الأسلحة الإعلامية . شنت علينا حرباً إعلامية شعواء ،حرباً إعلامية رهيبة وعنيفة هي الأولى من نوعها والأعنف في التاريخ، حرباً بلا ضوابط وبلا مواثيق أخلاقية ولا قوانين تحكمها ،حرب استعمل صناعها في سبيل تحقيق النجاح كل الوسائل وصولاً إلى أقذرها وأقبحها .. ومن كل الجوانب .. غريب أمر هذه القارة العربية التي شهدت ظهور كل الأنبياء من آدم عليه السلام إلى محمد خاتم الأنبياء، امة امتلأت هكذا بالله كيف اضمحل الإنسان فيها إلى هذا الحد .. التشويه مازال مستمرًا .. وتحدي قيمنا مازال قائمًا ...!! ويتابع الخطيب كلامه فيقول : ما ركزت عليه هذه الحرب كان الجانب السياسي .. حيث سعت القنوات الإعرابية إلى تصغير الصراع العربي- الإسرائيلي إلى صراع فلسطيني – إسرائيلي ومنه إلى نزاع فلسطيني – إسرائيلي بل إنها سعت إلى تحويله إلى نزاع عقاري على متر هنا أو بيت هناك بعد ان كان صراع وجود وصراع فكر وصراع طريقتي حياة لا يمكن أن تتعايشا سوية ، عملت هذه القنوات على تشويه صورة المقاومة وإبراز عدم جدواها وتقزيم انتصاراتها وتشويه سمعة وسيرة المقاومين، تحولت العمليات الاستشهادية إلى انتحارية والمقاومين إلى ناشطين أو إرهابيين وشهداء المقاومة إلى قتلى .. ولكن الصدق كان سلاح إعلامنا الوحيد ، والصدق أصعب وأكثر كلفة من الكذب والتزوير.. وكشف إعلامنا عبر الصدق هزالة هذه المحطات وضحالتها رغم كل إمكاناتها.. وعندما نتمعن قليلاً في هذه المعارضة ؟ نجدهم بكل بساطة مجموعة من الموظفين الذين نراهم الآن منهمكين بترميم هياكلهم العظمية وإلباسها الكسوة التي تناسب الظرف الدولي الحالي ، فذاك اتخذ صورة له شبيهة بكافور الإخشيدي ، وآخر اتخذ صورة شبيهة بالخديوي إسماعيل ، وآخر صورة شبيهة بالسلطان عبد الحميد ، أدام الله بقاءهم جميعا في ذاكرتهم كما في طريقة تفكيرهم.. أما نحن السوريين ، فلا خيار أمامنا إلا أن ننتصر في معركتنا هذه ،لا توجد أنصاف حلول ، هذه أرضنا ، هذه وديعة الله عندنا .. أما الإعلامي علام عبد الهادي " مدير الندوة " فيقول : منذ بداية الأزمة كنا صادقين في توصيف الموقف .. ولا يوجد معارضة .. بل يوجد ثارات مع الحكومة .. هم مجموعة من المعقدين والمأزومين .. السيد المهندس حسن سعد يقول : لماذا سورية بالتحديد ؟؟ هل لأن سورية أنتجت الفكر المقاوم .. وأثبتت أن إسرائيل هي أوهن من بيت العنكبوت والسيد الرئيس أيقظ وجدان الداخلين والمستشرقين عندما قال سأحارب الفساد .. وقد توالت الأحداث على سورية بشكل متسارع ومريع .. وما أثبت أن «إسرائيل» عاجزة على تحقيق أي انتصار على ذهن العسكري المقاوم العربي لذلك كان الهجوم على سورية لأنها الحاضنة لفلسطين وللبنان ولجميع المقاومات .. وهنا أصبح دور الأنظمة العميلة لإحباط سورية .. وسورية لا تضيع البوصلة .. فحتى الآن اقتصادنا لم يهتز .. وما زلنا نستطيع الاعتماد عليه وهناك أناس بنوا اقتصاداً مكيناً والجيش الالكتروني السوري واجه العالم رغم صغر سنه .. أما فيما يتعلق بالأحزاب فيجب أن نخلق حياة حزبية حقيقية ونقوي الأحزاب والمفروض أن تقوى التعددية السياسية بشكل أكبر .. الاستاذ المحامي حيدر سلامة " مدير مركز ارادوس للتحكيم " يتساءل : أين هي المنظمات الشعبية .. تأخرت كثيرا في عملها .. فنحن ندين جميع التفجيرات التي حصلت .. ونطلب العمل الجاد لدى الأحزاب .. وعلى جميع الجبهات .. فكيف ترتكب الجرائم وبهذه الفظاعة ..؟ وتركزت المداخلات لأحد الحاضرين حيث قال : لقد تحول الشعب لقنابل موقوتة .. أي دولة عربية واي منظومة عربية نتكلم عنها .. وبأي ثقافة ندير حوارنا .. لماذا بنينا علاقات الصداقة مع تركيا ومع قطر ..؟؟؟! "فلا يوجد منظومة عربية .. بل يوجد منظومة ماسونية .." في الختام يمكن القول .. أحداث كثيرة ومترامية الأطراف تلقي بظلها الثقيل علينا .. وتفاصيل باتت أفلاماً من الفبركات والتضليل .. لتكون عناوين لأحداث أشد بطشا من التي سبقتها .. تاريخ طويل من التآمر على سورية بات معروفا ومحسوسا للجميع ولكن لم يهنأ أصحاب هذا التآمر بملذاته رغم أنهم استخدموا أعتى أنواع الأساليب المدمرة .. ولكن لأنها سورية بلد العز والفخار مازالت تقاوم وتقاوم مزهوة بشعبها .. ومؤمنة بنهجها .. فليكن التحدي عظيما .. ولتكن الإرادة قوية .. وليكن الإيمان سيد الموقف لنعيد سورية الحبيبة .. ونستعيد حضنها الدافىء .. وليكن لدينا الأحزاب التي تؤمن بنهج المقاومة بعيدا عن شرور وآثام كل من يحمل تسمية معارض .. خائن .. وعميل لجهات باتت مكشوفة .. |
|