تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأرواح أقل كلفة من الأموال!

البلد لوجيا
الخميس 3/5/2007
علا نعيم الكاسوح

هذا ما خلص به سكان منطقة ظهر الحفار (الميدان) الذين يعيشون في بيوت عشوائية أمام الطريق العام, الذي يجب قطعه و المرور به للوصول إلى أكثر من سبع مدارس يرتادها أكثر من سبعة آلاف طالب ومعظم هذه المدارس هي للتعليم الأساسي.

ومنذ عقد من الزمن تقريباً والحناجر تصدح مطالبة بوضع حل يقي من حوادث السير وفعلاً ومنذ ثماني سنوات نوقش الأمر وكان الحل الأول بوضع إشارة مرور في منطقة المعبر الذي يجتازه الطلاب وقاطنو تلك المنطقة فكان الرد السريع وجود إشارة مرور على بعد ثلاثمئة متر, فوضع للإشارة ربما يزعج السيارات أو يسبب إعاقة في حركتها, فاتجهوا إلى الحل الآخر وهو وضع جسر عبور فكانت الإجابة أن الجسر يكلف الكثير من الأموال.‏‏

تنازلت المطالب إلى حد وضع شرطي مرور ينظم السير ويساعد الطلاب الصغار على عبور الشارع. ولكن هذا الحل أيضاً وجد طريقه لعدم التنفيذ وصد بالحجة المضادة التي تمنع تطبيقه. ودائماً تنقذنا حلولهم غير المجدية فقد تداركوا الأمر وقاموا بما يمليه عليهم الواجب وقلصوا مساحات الحلول لينتهي بهم الأمر بوضع مطب إسفلتي الأمر الذي زاد الطين بلة, فبدل أن يخفف من سرعة السيارات أدى إلى حوادث ارتطام السيارات ببعضها وخروجها عن مسارها الصحيح وللأسف أيضاً لم تمضِ سنة حتى تم تزفيت الطريق ومسح المطب وعاد الأمر كما كان عليه سابقاً.‏‏

طريق تعبره السيارات, طريق يؤدي إلى سبع أو ثماني مدارس تعبره آلاف السيارات المسرعة ويقطعه ما لا يقل عن سبعة آلاف طالب ينتظر أحدهم سوء الحظ لترديه سيارة صريعاً.‏‏

هل على الأهل أن يتعطلوا عن أعمالهم مرتين يومياً الأولى لأخذ أطفالهم الصغار إلى المدرية والثانية ليعيدوهم في وقت لا يسمح لهم كموظفين بمغادرة أعمالهم قبل انتهاء الدوام أم عليهم الصمت وأن يفهموا ما أقنعوا أنفسهم به أن الأرواح أقل كلفة من الأموال?‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية