تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إجراءات خلبية

البلد لوجيا
الخميس 3/5/2007
عبسي سميسم

لقد وصلت المرونة واللا مركزية في بعض مؤسسات الدولة ودوائرها,لدرجة أن أي موظف في هذه المؤسسات أوالدوائر يستطيع أن يعدل في الإجراءات المتبعة في تسيير معاملات المواطنين,

طبعاً ليس من أجل تخفيفها واختصارها على المواطن, بل من أجل تخفيف الضغط على الإخوة الموظفين, فبكل بساطة يستطيع أي موظف عندما يشعر بأن عدد المراجعين قد زاد عن الحد الذي يرتئيه, أن يخترع إجراءات خلبية يكلف بها المواطن, قد تكلفه عذاب أسبوع أو أكثر في دوائر أخرى ريثما يخف الضغط على الأخ الموظف ويكون قد تفرغ لمعاملة المواطن, فالسيد( فايز) له تجربة طريفة مع مقسم زملكا, إذ قام بنقل هاتفه من شارع بغداد إلى زملكا (بسبب نقل المسكن) واتبع كل الإجراءات الروتينية المتبعة إلى أن أصبح هاتفه رسمياً في مقسم زملكا ولم يبق عليه إلا مرحلة التركيب فأرسل زوجته لتتم المعاملة كونه لا يستطيع ترك عمله فطلبت منها رئيسة قسم التركيبات في مقسم زملكا أن تأتي بورقة( لامانع) وهي ورقة تقول لا مانع لدينا من إعطاء هاتف للسيد فلان (من مركز هاتف شارع بغداد) لتضعها مع إضبارتها وتتمكن من وضعها على الدور فبقيت طيلة أسبوع تراجع في شارع بغداد إلى أن استحصلت على هذه الورقة التي لامعنى لها, ولما جاءت بها إلى الموظفة المذكورة وطلبت منها أن تضع لها اسمها على الدور, لتتمكن من الحصول على هاتف أرضي في بيتها ولو بعد حين فأجابتها الموظفة: هذه الورقة لامعنى لها وأنا كنت- بكل بساطة- أضحك عليك.. فلا يوجد دور ولامن يحزنون, فلدينا ازدحام شديد, وأسلم طريقة لتخفيف الازدحام هي أن نطلب ورقة لامعنى لها فنرتاح منكم(اسبوع زمان).‏

تذكرني هذه الحالة بحالة سائقي الصهاريج التي تنقل المحروقات عندما طالبوا رئاسة الحكومة بزيادة أجور النقل التي يتقاضونها على نقل المحروقات إلى الكازيات وذلك أسوة بسائقي الشحن الذي ينقلون لمؤسسات الدولة والذين يتقاضون أجراًيزيد أكثر من ستة أضعاف عن أجور نقل الصهاريج علماً أن الصهريج يعود فارغاً إضافة إلى أنه يتعرض لمخاطر أكثر من الشحن فطلب السيد عبد الله الدردري نائب رئيس الوزراء اجتماع لجنة دراسة أجور النقل وإجراء دراسة لأجور نقل المحروقات بالصهاريج وفق معطيات ثابتة(كسعر الصهريج والرسوم والضرائب, واستهلاك الدواليب والزيت وغيرها), فاجتمعت اللجنة التي ضمت مندوبين من وزارات الاقتصاد والنقل والتموين والنفط ورؤساء جمعيات سائقي الصهريج في القطر ورئيس اتحاد جمعيات النقل, وجاءت النتيجة وفق الدراسة أن الزيادة يجب أن تكون 92% عن الأجور الحالية, ولكن مندوبي الوزارات وبعد المداولة طلبوا إعادة الدراسة لتكون ضمن الممكن فخفضوا كل معطيات الدراسة( من سعر الصهريج وغيره) إلى النصف تقريباً فجاءت النتيجة أن الزيادة يجب أن تكون 45% فاقترحوا تقسيمها إلى مرحلتين بحيث تكون الزيادة الأولى 25% وأن يحصل السائقون على الزيادة كاملة أي 45% في بداية عام 2007 وبعد كل هذا الجهد الذي بذلته اللجنة وإحضار رؤساء الجمعيات من كل محافظات القطر رفعت الدراسة إلى السيد عبد الله الدردري ليكتب عليها مع عدم الموافقة دون تعليل السبب علماً أنه هو من دعا اللجنة لإجراء هذه الدراسة, فكان كمن يقول لهم( ضحكت عليكم )لن نزيد شيئاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية