تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رجال الأعمال واستثمار( الفيديو كليب)

فضائيات
الخميس 3/5/2007
مروان حمي

تزايدت في السنوات القليلة الماضية موجة الأغاني المصورة( الفيديو كليب) على شاشات الفضائيات ولارتباط السبب بالنتيجة, رافق ذلك ازدياد غير طبيعي في أعداد المطربين والمطربات وبزوغ نجم شركات إنتاج جديدة وأفول أخرى, والتسابق الحثيث فيما بينهم إلى تبني ذاك الفنان أو تلك.

بالطبع كل حسب إمكانياته, ما دفع هذه الشركات إلى البحث عن الفنان الأكثر شعبية وجمهورا وكيفية جذبه للإيقاع به في شرك العقود والأحلام المستدامة.‏

وبما أن جمهور الطرب معتاد أن تسترق مسامعه دوي قنبلة في كل موسم فإن قنبلة هذا الموسم كانت من العيار الثقيل لما تناقلت وسائل الإعلام معلومات تؤكد أن رجال الأعمال بدأت تستحوذ على أفكارهم وعقولهم فكرة استثمار الفيديو كليب وتحويله من فن الى صناعة محضة جاءت هذه المعلومة في سياق دراسة اقتصادية حديثة, أعدها الدكتور( أحمد حجازي) أستاذ الاقتصاد الاجتماعي في جامعة الزقازيق. فقد أشار حجازي إلى أن حجم الاستثمارات العربية في صناعة الفيديو كليب تجاوز أكثر من 16 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط فقط ولسوء الحظ أن الدراسة لم تشر إلى أن هذا المبلغ كان نتاج شهر او سنة أو عدة سنين. بالمقابل إن الدراسة كشفت أمرا في غاية الأهمية, هوأن هناك قرابة 50 مطربا ومطربة يظهرون بترنيماتهم الغنائية ولكنتهم المتذبذبة, على أكثر من 15 فضائية مختلفة التوجه في الشهر الواحد. كما لم تخل من الإشارة الواضحة في نفس الوقت إلى أن قنوات الأغاني تولي اهتماما لافتا ومميزا للمطربات مثل هيفا ودومينيك واليسا وروبي ومي وسندريلا..! لأنهن يتمتعن بشهرة واسعة ما يعني مردودا ماديا اكبر.‏

ووفقا لقوانين السوق المفتوحة, إن أنظار رجال الأعمال لم تكن لتتوجه إلى استثمار وتصنيع الفيديو كليب, ما لم يتلمسوا أرباحها الطائلة. ولاسيما أن هذه الصناعة مقارنة مع غيرها من الصناعات مثل ( البلاستيك الهش أو الحديد الصدئ) تعد راقية ولا تتطلب الاستيراد والتصدير, فقط التعامل وحده هو الحكم الفصل بينهم وبين الفنان. بقي أن نشير إلى أن الدراسة اعتبرت الأغنية الشابة إعلانا والمطرب سلعة ما يذكرنا بنظرية الفعل الشرطي المنعكس لدى بافلوف انه كلما كان الإعلان ساخنا ومثيرا, نجحت السلعة في التسويق وبالتالي الإقبال سيكون أكثر. وبالفعل باتت هذه الصناعات الناشئة تستحق, من باب التشجيع وليس أكثر شهادة الجودة العالمية آيزو 9001 لجودة إعلاناتهم وسلعهم..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية