|
دائرة الدراسات
وبنفس الوقت لا تُبدي أي محاولة جدية للتحقيق بمصداقية الأمر وكل ذلك لتبرير عدوانها العسكري... ونفت طهران مسؤوليتها عن الهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط السعودية فيما كان يعلن ترامب عن عزمه باتخاذ عقوبات اقتصادية جديدة على إيران. خلال حملته في كاليفورنيا لجمع التبرعات تجاهل أسئلة الصحفيين حول ما إذا كان البيت الأبيض يجهز لضربات عسكرية، وقال «هناك متسع من الوقت، من السهل جدا البدء، وسنرى ما سيحدث... فهناك العديد من الخيارات وبأسوأ الأحوال سنلجأ إلى الخيار النهائي». بناء على ذلك سأله صحفي ما إذا كان القصد بـ»الخيار النهائي» هو اللجوء لضرب إيران بقنبلة نووية، أجاب ترامب بالنفي وأضاف «القصد من الخيار النهائي هو الدخول في حرب». حقيقة طرح مثل هذه الأسئلة وإعطاء مثل هذه الإجابات هي دليل على وجود احتمالات نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط قد تؤدي لحرب نووية عالمية. بالنظر إلى تصريحات ترامب المتكررة حول كيفية إنهائه الحرب في أفغانستان بين ليلة وضحاها وإن ترتب عليها «مقتل 10 ملايين شخص»، هذا يعني أن «الخيار النووي» غير مستبعد.. صرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -المعروف بتعنّته الشديد إزاء العلاقة مع إيران- بعد استقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون في جدة أن الهجوم على المنشآت النفطية كانت «سلوكا حربيا» وأصر بمسؤولية إيران رغم عدم وجود أي أدلة على ذلك. والأمر المثير للتساؤل أن بومبيو كان في السعودية من أجل مشاورات مع محمد بن سلمان، مع أن ذلك الأخير كان قد خطط قبل عام لقتل وتقطيع أوصال الصحفي جمال خاشقجي في سفارة السعودية في اسطنبول والذي أشرف على قطع رؤوس 134 شخصاً من المنشقين السياسيين في النصف الأول من هذا العام. أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن مهاجمة منشآت النفط السعودية، وقالوا إنها كانت رداً على الإبادة الجماعية التي قادتها السعودية بحقهم بدعم من الولايات المتحدة والتي ذهب ضحيتها مئة ألف يمني وتعرض 8 ملايين آخرين للمجاعة بسببها. رغم ذلك، أصر بومبيو على أن الهجوم شنته إيران لأن الحوثيين لا يملكون القدرة التقنية لتنظيم عمل كهذا. وادعى أن المخابرات الأميركية على ثقة تامة أنه لا يمكن أن يمتلك اليمنيون أسلحة كهذه. ولم يكترث بومبيو لتقرير الأمم المتحدة الذي صدر في كانون الثاني الماضي ونص على أن الحوثيين كانوا يمتلكون بالفعل طائرات بدون طيار قادرة على تنفيذ ضربات كهذه. بمعنى آخر، ليس لدى واشنطن الدليل على أن إيران شنت الهجوم، ورفضت اعتراف الحوثيين لأنها تعتبرهم مدعومين من إيران لتبرير حربها على إيران. لا يصدق أحد مثل هذه التأكيدات فقد صرح وزير الدفاع الياباني تارو كونوتولد أن حكومته ليس لديها أي معلومات تشير إلى تورط إيران بالهجمات على السعودية وأضاف: نحن نعتقد أن الحوثيين نفذوا الهجوم بناء على بيانهم. من المعروف أن واشنطن هي من أثار المواجهة مع إيران بشكل متعمد، لاسيما بعد إلغائها الاتفاقية النووية معها بشكل غير قانوني وفرض نظام اقتصادي قاسٍ، فالعقوبات بحد ذاتها تعتبر حربا. من جانبها، سلمت طهران مذكرة ديبلوماسية للولايات المتحدة عن طريق السفارة السويسرية تنفي مسؤوليتها بضرب منشآت النفط السعودية وتحذر أنه بحال اتخاذ أي إجراءات ضدها سترد فورا وبشكل عملي، كما كان قد حذر المسؤولون الإيرانيون سابقا من وجود قواعد أميركية في المنطقة وحوالي 7000 جندي أميركي منتشرين في نطاق الصواريخ البالستية الإيرانية. في تصعيد آخر للتوترات، حاولت إدارة ترامب عدم منح تأشيرات للوفد الإيراني (الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف) الذي كان لابدّ أن يحضر افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. |
|