تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث...مفتاح السر في لجنة مناقشة الدستور.. وأقفال الصدأ من البيت الأبيض إلى الباب العالي

صفحة اولى
الاثنين 30-9-2019
كتبت عزة شتيوي

إن لم تكن لجنة مناقشة الدستور... فماذا تكون؟!

السؤال هنا برسم الباقين على حدود الحل السياسي في سورية وأولئك البائعين المتجولين بالأقلام لأراء السياسات الدولية الحائرة والمحيرة...أما المتناثرون في ثغرات جنيف والغارقون في تفاصيل شيطان المجموعة المصغرة حول سورية..فلمثل هؤلاء لا توجه الاسئلة عادة.. بل تكون المواجهة بالحقائق...‏

ثمة حقيقة واحدة- الشعب السوري يقف على أعتاب النصر النهائي-..قالتها دمشق سياسة وميداناً ومن له أذنان فليسمع...‏

هناك من استأصل حتى اذنيه في مواجهة اعلان اللجنة.. قد تكون المجموعة المصغرة حول سورية نموذجا متطورا عن باقي النماذج في ذلك يوم تقبلت تشكيل اللجنة مع اضافة لمسة بمخلب التدخل الخارجي..ولمسات أشد خدشا لورق الاتفاق الأممي مع سورية...إنه خبث الاغبياء!!‏

هذه المجموعة خرجت على هامش الاجتماع الاممي في الجمعية بالامس تطالب بالتحديد الزمني لعمل اللجنة مع وقف اطلاق النار الفوري في إدلب وإعادة تعويذة الكيماوي الى المشهد السوري!!!‏

غريب أنهـــــا لم تدعُ الجولاني للانضمام الى كيانها او تحدد لقاء دورياً مع البغدادي!! بالفعل هذا ما ينقصها!!‏

التشويش على انطلاق لجنة مناقشة الدستور وربطها بحزام من جنيف ووضع اعمالها تحت سباق مع التوقيت محاولة مكشوفة للمراهنة على الإسراع في انتهاء صلاحيتها بينما تفرز العملية في إدلب للحفاظ على ورقة الارهاب جاهزة للطهو على رماد الحلول السياسية!!‏

نترقب محاولات أخرى لقلب طاولة اللجنة وقطع الطريق التشريني الى جنيف لكنها دون ملامح او معان طالما ان الاتفاق حدث وانتهى الامر الى يد دمشق..‏

ثمة عبارة هي مفتاح سر عمل اللجنة-العملية بملكية سورية -وحقوقها محفوظة للشعب السوري... وكل ماعدا ذلك بات معزولا عن الملف السياسي السوري...ويبدو ان ترامب اولهم..‏

بعيدا عن محاولات عزله الداخلي لاتتسع الثغرات الاممية لمرور التصريحات التخريبية للرئيس الاميركي الى عمل اللجنة.. فصمتَ صمْتَ القبور وترك المهمة للمجموعة المصغرة المخترقة اساسا من تطور ملحوظ للموقف المصري وجمود للسعودي في ورطته اليمنية.‏

أردوغان يسابق اليوم عمل لجنة مناقشة الدستور القائم على وحدة وسيادة سورية شعبا وارضا ويبحث عن كنز المنطقة الآمنة في وعود واشنطن.. يبحث عنها ايضا من بوابة اعادة اللاجئين..لكن..‏

ابواب سورية مفتوحة لكل ابنائها و لاتحتاج الباب العالي (العثماني) للمرور الى حلولها..فقط عليه ان يغلق باب الارهاب ويريحنا و يستريح الشعب التركي الذي خرجت احزاب منه بالامس تكتب يافطة الحقيقة...اخرج يا اردوغان وانصرف من سورية!! فالحل نضج بعيدا عن ابخرة الشعوذة الاخوانية..الحل نضج ونقول لمن ينحي العقول..ان لم تكن لجنة مناقشة الدستور..فأي مخرج يكون..الم تطرحوا هذا الحل سابقا في سلسلة جنيفية!!..‏

هو الفارق بين جنيف الذي حصل منذ سنوات وجنيف الذي يحصل الآن بأرضية سوتشي وآستنة..وقد يكون وجه المبعوث غير بيدرسن قد غير القراءة الاممية..وربما ثماني سنوات من الحرب كانت كفيلة بان تضع سلل القرار 2254 بين ايادي السوريين بعد ان اصبح ارتجاج الشرق الاوسط في الرأس الاممي يرسل اشارات بأن الحل يبدأ من سورية.‏

لكن الفارق الاكبر أن هذا الانجاز الوطني المهم (اللجنة السورية) مر على ارض سورية نظيفة من اقدام الارهاب حتى بدا الاحتلال التركي والاميركي نقطة سوداء على جبين ادعاء مكافحة التطرف.. والا لماذا لاترعبهم إدلب الا اذا اقترب لهب المعركة من عباءة الجولاني!؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية