تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معارك الحلول

معاً على الطريق
الاثنين 30-9-2019
مصطفى المقداد

على الرغم من مرور أكثر من ثماني سنوات من العدوان على سورية، فإن المعارك الجانبية ما زالت مستمرة بأشكال وأماكن متعددة وعبر تنظيمات وحكومات ومجموعات وهيئات إرهابية أو اقتصادية أو إعلامية تم توظيفها لتنفيذ البرامج المرحلية الخاضعة للتبدل والتغير ضمن سياق المخطط العدواني الإرهابي الموسع والكبير.

والملاحظ على امتداد أكثر من ثمانية أعوام أن الانتصارات والإنجازات الميدانية لم تؤدِ إلى النتائج المعتادة والمعروفة في الوصول إلى حلول تنهي مراحل المواجهات والاحتكام إلى طاولة الحوار والتفاوض لاجتراح حلول تحددها أصلاً مخرجات الميدان. الأمر المنطقي والطبيعي أن ينصاع المهزومون للأمر الواقع، فيرتدعون ويقرون بالهزيمة ويعترفون فيها لتبدأ مرحلة وضع اللمسات الأخيرة في طي صفحات المواجهات المسلحة.‏

هذه الصورة الكلاسيكية تمثل المعرفة النمطية لجميع الصراعات التاريخية على اختلاف أبعادها وأهدافها، لكن هذه المعرفة وهذا العرف يراد له أن يسقط في مسار الحدث السوري المتصف بعدوان إرهابي غير مسبوق المعرفة والتوصيف، فما إن يحقق الجيش العربي السوري انتصاراً ما، وما إن تعكس الحكومة ذلك الانتصار إلى إنجاز اجتماعي واقتصادي وسياسي حتى تتصاعد درجة العدوان في المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، فهذه الإدارة الأميركية تعيد توظيف أتباعها وعملائها في عمليات اصطفاف جديدة وتزودهم بأسلحة جديدة، إضافة إلى توسيع دائرة العداء السياسي والدبلوماسي والإعلامي الأمر الذي يستعيد بدايات العدوان في أغبى أشكاله وأشدها توحشاً.‏

في التفاصيل نجد أن أردوغان يتولى المسألة الأكثر تعقيداً في محاولة إطالة أمد العدوان على سورية، فيوقع الاتفاقات دون أن يلتزم بها، ويوقع التزامات لا يلبث أن ينقلب عليها، فيعيد تشكيل المجموعات الإرهابية ويوكل إليها مهمات متجددة تتناسب وحجم المتغيرات الدولية.‏

أما الولايات المتحدة الأميركية فتطلق جماح الأجهزة الاستخباراتية سياسياً وإعلامياً لتبدأ سلسلة جديدة من الافتراءات والأكاذيب، فبعدما كانت أذرعها الإعلامية تطالب بضرورة تشكيل لجنة مناقشة الدستور نجدها تسارع إلى رفض تشكيلها ومهاجمة عملها واعتبار عملها مرفوضاً ما يعني عدم القدرة على قبول الهزيمة وانكسار المشروع العدواني.‏

الوقائع لا ترضي المعتدين وهم لا يستطيعون قبول نتائجها فيحاولون الانقلاب عليها، لكنهم لا يستطيعون أيضاً، وكل محاولاتهم ستذهب هباء كما سقطت سابقاً، فهل يأتي اليوم الذي يتعظون به ويدركون أنهم مهما عملوا فلن يستطيعوا كسر شوكة سورية وشعبها وجيشها، فيتراجعوا ويتركوا للسوريين اختيار مساراتهم، وهو ما سيحصل في النهايات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية