تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ألحانٌ بلا عازفين..!

على الملأ
الاثنين 30-9-2019
علي محمود جديد

تستعد محافظة طرطوس لاستقبال ملتقى الاستثمار السياحي الذي سيقام في منتصف شهر تشرين الأول - القادم غداً - وسيكون هذا الملتقى منصّة واسعة أعدّت لها وزارة السياحة لطرح

العديد من المشاريع كفرصٍ أمام رجال الأعمال الراغبين بالاستثمار والعمل في المجال السياحي، وسيكون الملتقى بمثابة الإعلان للتقدّم بطلبات الرغبة لاستثمار هذه المشاريع.‏

ولكن يبدو أنّ رجال الأعمال عندنا لا يزالون لا يقيمون للسياحة في بلادنا الجميلة ذلك الوزن اللائق بها، فالاندفاع باتجاه الاستثمار السياحي لا يزال ضعيفاً قياساً بذلك الاندفاع الملحوظ نحو الاستثمار الصناعي والتجاري، على الرغم مما تمتلكه بلادنا من مقوّمات سياحية أكثر من رائعة، سواء على صعيد الطبيعة الخلاّبة، من أنهارٍ وينابيع وغاباتٍ وبحرٍ وبحيرات، فضلاً عن الآثار والأوابد التاريخية التي تحدّت الإرهاب وبقي الكثير منها منتشراً بآلاف المواقع.‏

ولا ندري ما سبب هذا الإحجام عن الاستثمار السياحي رغم المقوّمات الجذّابة، ورغم ما تكشفه لنا الأيام عن رؤوس أموالٍ سورية مخبّأة قادرة على إشادة الكثير من مثل هذه المشاريع، وفي الحقيقة لا ندري فعلاً، على الرغم من أن الصناعة السياحية في سورية تمتاز عن غيرها من الصناعات بأن موادها الأولية شديدة الوفرة، ولا تحتاج إلى استيراد، ولا داعي لأي قلق من عدم توافّرها فالطبيعة السورية تفيضُ بها (المناظر والجمال وعناصر الجذب).‏

إن إحجام المستثمرين عن إقامة مشاريع سياحية يساهم على الأرجح بشكلٍ غير مباشر في قلة عرض المشاريع الممكنة، وابتعاد ذوي الشأن عن الإمعان في التفكير بوضع خططٍ أكثر اتساعاً بما يطول مختلف المناطق.‏

ففي جبال طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية، وعلى الشواطئ، وفي مناطق حمص وحماة وحلب ودمشق وغيرها، الكثير الكثير من الفرص الذهبية السياحية الكامنة، والتي لا تزال ضائعة، إذ يمكن إقامة تجمعات على شكل قرى سياحية، تضم المنتجعات والفنادق والمقاصف، وتتوافر فيها مختلف الخدمات والبنى التحتية، ولا نشك بأن كل من يقصد تلك القرى والتجمعات السياحية المُفترضة سيلامس أهمية وحقيقة هذه البلاد الجميلة وإطلالاتها الساحرة.‏

السياحة في هذه البلاد كنوتة موسيقية رائعة الألحان تحتاج إلى من يعزفها جيداً.. فهل يهمُّ العازفون..؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية