تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«بابانويل» الأزمة

عين المجتمع
الخميس 27-12-2012
وصال سلوم

هل مازالت أحلام أطفالنا قادرة على استحضار صورة الثلج الأبيض بالترنيمة الفيروزية والمدخنة التي تتسع مع بابانويل أحلامهم السابقة والمؤجلة ؟

وهل مازال بمقدور بابانويل الفكرة الاستجابة هذا العام لأماني أطفالنا من القصاع وحرستا، حمص ودرعا، والمنطقة الشمالية واللاذقية وهو الذي في سورية ماقرأ يوماً لطفل خانة هوية!!‏

ماذا يوجد في صرتك هذا العام يابابانويل من هدايا ؟ وأمنيات أطفالنا أصبحت أكبر من حجم كيسك الأحمر؟‏

ماذا لوطالبك أحد الأطفال بجدران بيت وحقيبة دوام مدرسية؟‏

أو ليتر مازوت لمدفأة الدار التي بات يسكنها أولاد خالته والأخوال؟ ماذا لوطالبك بجرة غاز يقدمها لمطبخ والدته عيدية؟‏

أو تمنى عليك طريق ربطة خبز آمن وتسعيرة وزارية قديمة؟‏

ولوتدلل بأمنيته وقال: أريد كهرباء منزلية تخص تلفزيون غرفتي فقط، لأشاهد التوم وجيري وبرامجي الكرتونية !‏

ماذا لوباغتك أحدهم وصرخ بأمنية مقسومة الظهر وقال:‏

أريد أن يعود والدي حياً ...!‏

يابابانويل أتعاطف هذا العام مع كيسك الأحمر وأمنيات أطفالنا باتت أكثر من لعبة أو بدلة وحفلة تنكرية.‏

سورية الثكلى تمر بأزمة ولاأنوار لمصابيح العيد ولاشجرة ميلاد كبيرة تسكن الساحة الدمشقية والحلبية ومعظم محافظاتنا يلفها السواد على نعوات تعزية.‏

لمحمد وخالد وجورج وجعفر وسارية .‏

أتمنى لكل سورية الوطن الخير ولبابا نويل قلباً قوياً وهو يسمع أمنيات أطفالنا خاصة وإن كانت خاتمتها:‏

أريد أن تضمن لي الـبكرة بلاأخبار عن عبوة ناسفة وسيارة مفخخة من جهة إرهابية .‏

أريد صباحاً مدرسياً بمريولة سماوية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية