|
آراء إزاء ما يجري أجدني أمام أمة منهكة تكالب عليها الجميع فشلوا إرادتها وبالتالي شل الإرادة يؤدي إلى شل الفاعلية حيث يشكل العنف سمة بارزة من السمات المميزة لحياتنا فعلاقتنا بالآخر عنوانها العنف وبالتالي هذه العلاقة ستنعكس سلباً على أدائنا الحياتي فكيف ونحن نمر بهذه الأزمة؟! لعل التركيز الأكبر يقع على دور الإعلام، فمسؤوليته كبيرة إزاء ما نتعرض له من مؤامرة وإزدواجية في التعامل والمعايير وبالتالي فإن نجاح الدور الإعلامي منوط بمدى استعداد هذا الإعلام لفهم واقع العصر ومجاراته باعتماد الصدق مع الذات ومع الآخر وعدم احتكار الصواب والاكتفاء بنقل المواقف ووجهات النظر العربية بل التركيز على الرأي العالمي لكون الإعلام سريع الانتشار في ظل الغزو الفضائي والثورة التقنية والمعلوماتية. على هذا فإن المتابع لبرامج الحوارات على شاشات التفلزة يلاحظ أن الإعلام يغذي العنف فينا إذ وبعد انتهاء الحوار يخرج المتلقي وقد ازداد احتقانه وكرهه لكل ما يجري، عدا عن استعمال المحاور ألفاظاً لا تليق والمشاهد المتلقي فيتحول الإعلام بذلك إلى أداة عنف ترفع نسبة الأرديالين لدينا بدلا من أن تكون تنوير وتوضيح ومساهمة في وضع أسس للحوار وتمهيد الطريق له.... فما فائدة الحوار ونحن نشحن برؤية سوداوية للآخر تحول دون الوصول إلى طاولة الحوار. فالعنف وكما يقول ريكورpaul riccoeur مهما تكن الغاية التي يسعى إليها سرا أو علناً أو غير مباشرة إنما هو موت الآخر، وموته على الأقل أو شيء آخر أسوء من موته!! فهذا يكون العنف اعتداء يرتكب بحق إنسانية الآخر دون مراعاة منظومة توازن القوى... يبرز تساؤل في مقالة لخيري منصور: لماذا نكره بعضنا فلا أظن أن هناك تفسيراً وتأويلاً لهذه الكراهية المتبادلة والبينية في العالم العربي غير ما يسمى عقدة المقهورين. للأسف هي ثقافة مجتمع بأسره العنف ولا شيء سوى العنف،نحن بحاجة إلى التغيير فهو عملية مركبة بثقافة جديدة تكون امتداداً للأصيل من القديم. وما أجمل ما قاله أرنولد تونبي قبل وفاته:يبدو أن الخلاص الوحيد للإنسان في عصر الكمبيوتر هو الصفاء الروحي الداخلي : فأين هذا الصفاء الروحي؟! |
|