|
آراء وعلى مفهوم أن إسرائيل هي الخطر الحقيقي على العرب والمسلمين، وأحلت محل تلك المفاهيم « الاعتدال ،والعقلانية ، وتغيير مسارات الصراع العربي الإٌسرائيلي ، إلى صراع عربي عربي ، وعربي فارسي ، وتمرير إسرائيل إلى نسيج المنطقة ، وتصفية نهج المقاومة الفلسطينية عملاً ، وفكراً،بذريعة مكافحة التطرف والإرهاب ، وفي ضوء تلك المفاهيم التي تشكل في الأساس رؤية أمريكية- إسرائيلية ، حدثت جريمة العدوان على مخيم اليرموك لدفع الفلسطينيين نحو اليأس -والضعف و وذوبان فلسطينيي الشتات في نهج الاستسلام ، وبالتالي الإنضمام إلى المعسكر المعادي لسورية، وتحويل البندقية الفلسطينية إلى صدر سورية الدافئ قومياً. في العالم العربي اليوم أنظمة قطعت علاقاتها مع سورية ، وأوقفت كل صلة معها ، في حين فتحت كل القنوات والجسور والمعابر مع إسرائيل ، وتناست القدس والاحتلال ، والتوسع الإستيطاني ، والأقصى ، وحصار غزة ، وحق عودة الفلسطينيين ، وراحت تمارس نوعاً من العهر السياسي على الفلسطينيين ،مبشرة إياهم بأن مستقبلهم ليس مع خط المقاومة ، وإنما في الذوبان في نهج الاعتدال الذي يشكل في جوهره استسلاماً. إن ماجرى في مخيم اليرموك ، مؤامرة وخيانة قومية لأخذ الفلسطينيين بعيداً عن الحضن السوري الذي احتضنهم تاريخياً، ووقف معهم في كل الأوقات ، وساند ودعم مقاومتهم، ونضالهم ، وبغية حرمان الفلسطينيين من متانة وقوة ظهيرهم النضالي سورية ، ولسبب مهم هو : إسقاط نهج المقاومة الفلسطينية الذي لم يجد منذ عقود من يسانده، ويدعمه ويوفر له البيئة الحاضنة سوى سورية، وهذا الافتراق بين سورية والفلسطينيين هدف إسرائيلي ، أمريكي قديم ، فإذا ما نجحت تلك الأنظمة في ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية ستسقط، فلا أحد في العالم العربي وغير العربي سيسمح لها بالتواجد كمقاومة على أراضيه سوى دمشق، وبالتالي تسقط أحلام العودة وحلم قيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وهذا مايريده حكام الخليج، أي الانتهاء مما يسمى القضية الفلسطينية . لنسأل : كيف يمكن أن يكون أمير قطرـــ على سبيل الذكر لاالحصرــ حامياً للحركات الفلسطينية ، وحاضناً لنضالها العسكري والسياسي وهو من طبّع مع إسرائيل إعلامياً، وسياسياً واقتصادياً، وتبادل مع قادتها الزيارات واللقاءات ، ونسّق معهم في الموضوع السوري ، و حصار غزة ، والحرب على العراق ، وفي إثارة عواصف مايسمى بالربيع العربي لوصول أنظمة إخوانية تكفيرية لخدمة المخطط الأمريكي .. وتبعاً لمصالحه وتبعيته لأمريكا ، يعمل على تذويب العمل النضالي الفلسطيني بشراء بعض قادتهم ، لامحاء العمل المقاوم و حلم العودة و الدولة ، ويسقط القدس من قائمة العواصم العربية . كيف لقطر التي تتزعم اليوم حركة مايسمى بالربيع العربي ، أن تكون حاضنة للمقاومة الفلسطينية، والأحلام الفلسطينية بالعودة ، والقواعد الأمريكية تحتل أربعين بالمئة من أرض قطر ؟! كيف لها أن تجرؤ على التحرك خارج المشروع الأمريكي إذا افترضنا أنها تريد حقاً الوقوف مع الفلسطينيين ، وعنق النظام في قبضة أمريكا. إن لقطر، ولدول الخليج، ونظام مرسي ، ونظام تونس ، ونظام ليبيا أدواراً مرسومة، تبعدها عن فلسطين ، وعن العرب ، والعروبة ، وإن أي خلل في هذا الدور المرسوم لها، يضع أنظمتها في كف الموت، لأن أمريكا من أوجدها ، وفي يدها موتها وحياتها. إن التركيز على الوضع السوري من قبل تلك الأنظمة العربية ، والعمل على تأزيم الوضع الفلسطيني في سورية ، يدفعنا للتذكير لمن نسي منهم ، ومن الفلسطينيين ، ومن العرب بالقول : في سورية وحدها للفلسطينيين كما للسوريين المدرسة والجامعة والطبابة والكهرباء والماء ، والدعم المخصص للخبز والنفط والمواد التموينية ، وحرية التنقل، والتملك،وممارسة العمل الحر،والعمل الوظيفي ، مايحرم منه الفلسطينيون ، حق الترشح والانتخاب ، لأننا ولأنهم أي الفلسطينيين، لايريدون ،ولانريد أن يتخلوا عن هويتهم الفلسطينية ،و عن حق العودة إلى أرض فلسطين . عندما نقول إن للفلسطينيين ماللسوريين من حقوق ، لانريد بذلك منّة ، ولا مزايدة على أحد ، لأننا نحن السوريين نختزن في عقولنا وقلوبنا ، وفي ثقافتنا الوطنية، والقومية أن فلسطين جزء من سورية ، وبالتحديد ، الجزء الجنوبي منها ، بل الجزء الأهم ، لأنه يضم القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة . فلسطين بالنسبة لنا تاريخياً، تمثل كرامة العرب « من مسلمين، ومسيحيين «ولن نتخلى عن هذه القناعات مهما ذقنا في سبيلها من مرارات وتهديدات ، ودفعنا من تضحيات. إن كل أسرة في سورية قدمت شهيداً ، أو شهداء من أجل فلسطين على امتداد سنوات الصراع العربي الإسرائيلي . مرة أخرى نؤكد أننا لانريد أن نمّن على الفلسطينيين بما قدمنا من شهداء ، بل أردنا أن نذكر ذلك الآن في معرض القول ، لنؤكد اعتزازنا بشهدائنا الذين قضوا من أجل فلسطين،في وقت يتراكض فيه بعضهم للتفاخر بقدرتهم على ترويض جهات فلسطينية، وبإدخالها إلى حظيرة الذئاب الإسرائيلية والأمريكية مقابل الحفاظ على عروشهم ومكاسبهم ،وبقدرتهم على استثمار أموالهم في تمرير الخيانة داخل الجسد الفلسطيني والعربي . |
|