تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صبي أم بنت؟!

مرايا اجتماعية
الخميس 27-12-2012
رولا عيسى

صبي يفرحون ويهللون بنت يعبسون ويتجهمون، مشهد يرافق المواليد الجدد منذ الماضي السحيق ، اما اليوم ومع التطور التكنلوجي

بات من السهل تحديد جنس الجنين من الاشهر الاولى للحمل وهذا ما يزيد الطينة بلة فالمرأة الحامل تضطر للأسف لمواجهة الحكم على مولودها وهو في رحمها‏

فاذا ما كانت تحمل بذكره اكتسبت رضا ودلال زوجها وعائلته واذا ما كان الجنين انثى فهي مضطرة لتواجه نظرات الاشمئزاز والشفقة الى يوم ولادتها ما ينعكس على صحتها النفسية وهي الاهم في فترة الحمل .‏

ورغم التقدم العلمي والتوصل الى ان الرجل هو من يحدد جنس المولود واعتراف المجتمع والمثقفين منه انه لا فرق بين الجنسين وكلاهما قادر على ان يكون فاعلا في المجتمع الا ان هؤلاء انفسهم لم يستطيعوا ان يتخلصوا من عقدة الصبي والبنت حتى الام المثقفة المدافعة عن حرية المرأة ما ان تصل المنزل بعد مشاركتها في ندوة حول المساواة بين الرجل والمرأة حتى نجدها تفضل ابنها على ابنتها وترجح الكفة لصالحه سواء كان على حق ام لا ، حتى الدراما والقصص والافلام الكرتونية وصولا الى الاعلانات لم تنصف المرأة وغالبا ما أعطت أدوار البطولة للرجل فيما المرأة عليها ان تبقى دفينة نظرة المجتمع ويجري غالبا تسليط الضوء على دور السرسارة أو زوجة الأب القاسية أو الراقصة وغيرها من أدوار .‏

قلة هي العائلات التي تقنع بانجابها البنات لذلك فكثير منها يضطر لمضاعفة اعداد ما قرر انجابه من اطفال فتجد ربما خمس اوست وقد يصل الرقم الى تسعة اولاد هذا اذا ما اضطر الزوج للزواج الثاني بقناعة منه او بإصرار من اهله للزواج مرة اخرى والصدمة ان انجبت الزوجة الثانية بنتاً ، وفي المقابل يرى الكثير من الازواج بان وجود الفتاة في العائلة امر ضروري ويضفي الحياة على المنزل لكنه لا يغفل الحاجة لوجود الشاب كونه يحمل اسم العائلة فيما يقنع العديد منهم بان لا فرق بين الفتاة والشاب فكلاهما اذا ما اخذ فرصته في الحياة ونال الاهتمام من العائلة والمجتمع يستطيع ان يقدم الكثير وقد تنجح الفتاة في اماكن لا ينجح فيها الشاب .‏

نظرة المجتمع السلبية تجاه المرأة كرست مفاهيم خاطئة أدت الى السعي لانجاب الذكر مهما كلف الأمر وتجاهل ما قد تؤدي اليه هذه النظرة من نتائج قاسية على الاسرة والمجتمع في آن ، فقد يجلب الشاب العار لأسرته اذا ما كان سلوكه منحرفا وغير قادر على تحمل المسؤولية ، فيما قد تكون الفتاة سندا لأسرتها ورافدا هاما للمجتمع وفاعلا في الكثير من المحطات الهامة وهذا ما نجده في حالات عديدة فنجد المراة الناجحة في مفاصل الحياة العديدة وضمن ادوار قيادية تمد المجتمع بالقوة العلمية والثقافية والمادية مثلها مثل الرجل .‏

وهذا ما يكلف المرأة المزيد من الاعباء فهي تسعى دائما لاثبات نظرية انها تستحق من مجتمعها مزيدا من الفرص والاهتمام مع الحفاظ على ما اكتسبته من تربيتها واخلاقها ضمن اسرتها وجل ما تتمناه المرأة عدم التمييز بينها وبين الرجل وان كان فليكن لصالح الكفاءة وحسب ، ومن هنا على المجتمع لا سيما الشرقي ان يقنع بأن البنت لا تقل شأنا عن الصبي وعليه ان يتخلص من كل الافكار البالية والنظرة السلبية للمرأة فنهوض المجتمع لا يتم الا من خلال كل افراده .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية