تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من ظرفاء دمشق (60).. صعوبات في طريق نهاد قلعي

ساخرة
الخميس 27-12-2012
نصر الدين البحرة

ماأظن أحداً في الوسط الفني تعرض لما تعرض له الفنان الكبير نهاد قلعي من مصاعب في مختلف مراحل حياته من ضياع مال أو سرقته إلى نكسة مالية بالغة أضف إلى ذلك سقوطه مريضا على المسرح أمام الجمهور ثم إصابته السيئة على رأسه من قبل واحد من الأوباش في أحد مطاعم دمشق.

مهما يكن من أمر فإن نهاد كما سلف استطاع أن يقنع أسرته بالسفر إلى القاهرة للالتحاق بمعهد التمثيل هناك وكانت شهادة خاله توفيق العطري فيصلاً في هذا ولنقرأ مانشرته مجلة اليقظة الكويتية على لسان الأستاذ قلعي في هذا المجال:‏

السفارة المصرية تماطل‏

قدمت أوراقي الثبوتية عن طريق السفارة المصرية بدمشق وجلست أنتظر الجواب وطال الانتظار وكان واضحاً أن السفارة تماطل في فسح المجال أمامي دون سبب إلى أن جاء يوم انفرجت فيه الأزمة.‏

مع الفنان الحمصي طليمات‏

ولكن كيف حدث ذلك؟ يوضح نهاد قلعي في حواره الآنف ذكره أن زكي طليمات -وهو سوري الأصل من أسرة طليمات الحمصية- مدير معهد التمثيل بالقاهرة وصل إلى دمشق يومئذ في زيارة خاصة فما إن علم نهاد بذلك حتى ذهب إليه وقابله وكانت بينهما جلسة طويلة قام زكي على أثرها إلى الهاتف واتصل بالسفارة وقال بالحرف:‏

مدير معهد التمثيل يتكلم‏

إنني مدير معهد التمثيل بالقاهرة أعلن وعلى مسؤوليتي قبول الطالب السوري نهاد قلعي وأطلب منكم منحه تأشيرة دخول إلى مصر ليتسنى له الالتحاق بالمعهد.‏

وطار نهاد من الفرح وذهب إلى السفارة مع جواز السفر وهناك تلقى وعداً بأن جواز السفر سيكون جاهزاً بعد ساعتين.‏

نهاد في سوق الحميدية‏

وعاد نهاد إلى بيته وهو لايصدق من الفرح الغامر ماحدث وأخذ من والدته كل ماتوفر لديها من نقود وذهب إلى سوق الحميدية- حيث كان عند مدخله بعض الصرافين- فاستبدل بها نقوداً مصرية وعاد أدراجه إلى السفارة راكباً الباص.‏

ظرف النقود .. المفقود‏

ثاني الصعوبات في مبتدأ حياة الفنان -الأولى مماطلة السفارة- كانت تلك المفاجأة الصاعقة فلدى تفقد الظرف الذي وضع فيه الجنيهات المصرية وجد أنه قد ضاع أو سرق -ربما في زحمة الباص حيث يحدث مثل ذلك أحياناً- فما كان منه إلا أن بكى على باب السفارة ولم يدخل.‏

مصيبة كادت تبعده عن طريق الفن‏

كانت حادثة فقد النقود مصيبة كارثية كادت تبدل مسيرة حياة نهاد قلعي ذاك أن طريقه اختلف تماماً مئة وثمانين درجة فقد ابتعد سنوات عن طريق الفن وانخرط في الحياة العملية في أشغال بعيدة تماماً عن دنيا التمثيل والمسرح ذاك أنه اشتغل مراقب عمال في معمل للمعكرونة في حي الميدان بعد ذلك توظف في جامعة دمشق ضارب آلة كاتبة ثم انتقل إلى وزارة الدفاع لكنه لم يلبث هناك طويلاً.‏

نهاد قلعي مخلص جمركي‏

والواقع أن العمل الأخير الذي التحق به الفنان الكبير ساهم في فسح المجال أمامه للعشق القديم فقد عمل مخلصاً جمركياً مساعداً ثم معلماً ويبدو أن دخله من هذه المهنة كان طيباً سمح له بممارسة هوايته في التمثيل عند المساء مع بعض النوادي في دمشق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية