تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وفيق سليطين في خراب الأثــر: أنا حجر واقـــف في مراثــــي البشـر

ثقافة
الأربعاء 3-8-2016
دائرة الثقافة

على نبض القلب والروح، ومن شغف الحياة المغمسة بالامل وتباريح الالم، يكتب الشاعر والناقد والاستاذ الجامعي وفيق سليطين، وبحبر العيون يضيء قناديل الشعر الذي اسماه ذات يوم الراحل نزار قباني (الشعر قنديل اخضر) في تجربة الدكتور سليطين ما هو ثر وغني،

وترك علامات فارقة في المشهد النقدي والشعري، واليوم اذ كنا نتحدث عن بؤس ويباس الشعر ونبحث عن ينابيعه البكر التي تبقى متجددة متدفقة من الاعماق، فانما نقع عليها في كل ما قدمه الشاعر سليطين ورسم افاقا رحبة واسعة المدى ندية كما الصوفية التي تهمي من كل حرف ونقطة وفاصلة فيما يقدمه.‏

جديد شاعرنا الكبير وقد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب: مجموعة شعرية بعنوان: في خراب الاثر، اي خراب واي موت يراه العراف ويبعثه في الق الحياة حروفا ونغما قدسيا يضوع في سماوات الابداع مغردا خارج السرب، ولربما اشتق في كل درب من الدروب دروبا ومعالم، ما يكاد يرسم منها ملمحا حتى يغريه ملمح آخر يفر اليه، وعينه وحبر لبه على ملامح اخرى استدت دروبها ذات حين فيما قدمه سابقا، وهاهو الان يريد لها ان تبقى متجددة، يخرب الاثر، اي اثر واي درب ؟‏

هي الدروب التي تصير شعابا، وترسم في الربع الخالي من الشعر الان، ترسم ملامح خمائل وحدائق لا نفيء اليها، بل هي التي تأتينا بظلها وظلالها، تعبق في الروح والمكان، وتبحث في زمن التيه عن مساكب الندى، في المجموعة الجديدة تجد مفردات الحياة بزهوها، بلونها بطعم النور ان كان للنور طعم واستطعن ان تلامسه توقا، ما من عنوان في المجموعة إلا ويغريك بنبض ويشعلك وانت تظن انك يباس:ومن قطاف الحلم الى قطاف الحجر: كان لي مرة ان قطفت الحجر \ وارتميت على صدره \ مثلما يترامى عليه القمر \ قلت في سره: هل اعود الى الفة الشيء فيه، واسمع منه كلام الطبيعة \ اخرج من لغتي نحو نبع الوجود \ الذي يتدفق خلف وجوم الحجر ؟‏

كان لي مرة ان اتخطف نفسي اليها | هناك \ كان لي مرة، كان لي افق في الحجر!‏

ولا ادري لماذا يعود الى الحجر ثانية، احقا ما قاله ذات يوم شاعر عربي: ما اطيب العيش لو ان الفتى حجر ؟‏

وهل يعرف الشعراء عن الحجر غير ما نعرف: من نص آخر بعنوان الحجر: واقف في نزوح البلاد \ راحل بين حزن وموت وغيم بعيد \ في مناديل تهتاج فيها الدموع \ واقف مثل شاهدة مثل تاريخ ندب وفي لمعان الجراح، وفي الطير اوابة واقف في سكون الفراغ المدوي... انا حجر كنت العب بين لداتي، انا الان لعبة ذاتي، انا حجر وتراث من القحط،, وانا حجر نازف صامت مفصح مترع بالشرر حجر واقف في مراثي البشر...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية