|
إضاءات وبشكل رئيسي تركيا والسعودية وقطر التي ما انفكت تضخ السلاح والمسلحين منذ سنوات في معارك ضد الشعب السوري أملاً في تمكنها من السيطرة على جزء من الأرض السورية ووضع أوراق ابتزاز على طاولة حوار معارضاتها مع الحكومة السورية. وهو ما يفسر موقف معارضات الخارج التي تتحدث باسم الدول الداعمة لها، دون الأخذ بعين الاعتبار إرادة ومصلحة المواطنين السوريين، فالهم الرئيسي لتلك المعارضات كان وما زال إرضاء ولي نعمتهم أياً كان. واشنطن أدركت قبل حلفائها أن معركة حلب ليست في مصلحة مرتزقتها وسارعت إلى طرح التعاون العسكري المشترك مع موسكو في مواجهة داعش والنصرة، التي بدلت جلد الأفعى في صيف حار جداً على الإرهاب ومموليه ومشغليه وداعميه. معركة حلب بدأت ولم تنتهِ بعد صمود الجيش العربي السوري وحلفائه الذي مكنها من الوصول إلى نتائج ستقلب الطاولة على الوهابيين في مملكة الشر ودوحة التآمر وتركيا أردوغان المكبل بفزعه من انقلاب فشل ولكنه ما زال يهدد وجوده وأسقط عرشاً يحلم به وهو ما جعله يتصرف كالمجنون الذي فقد الإحساس بالاتجاهات وقد ضاع الآن حلمه في جوهرة التاج «حلب» التي كانت وستبقى جوهرة سورية التي لن تتخلى عنها وعن أهلنا للغرباء. الحكومة السورية ما زالت تضع الحل السياسي في مقدمة خياراتها مع انتصاراتها في دحر الإرهاب شيئاً فشيئاً عن الأرض السورية، فهي صاحبة المصلحة الأساس في الحفاظ على الوطن والمواطن. والحل العسكري هو دفاع عن الوجود وواجب مقدس تقوم به للوصول إلى الحل السياسي الذي يرضى به المواطن ويحقق له التقدم والرخاء. المعارضات المرتبطة بالخارج تتسم - وهذا ليس جديداً - بعدم الإحساس بالمسؤولية فهي ما تزال تعيق وتبتز المبعوث الأممي لتعطل انعقاد مؤتمر جنيف3 وتلتقي في ذلك مع توجهات الإدارة الأمريكية في التعطيل والابتزاز والمساومات غير المجدية مع روسيا التي تتخذ المبادئ القانونية نهجاً وتتعاطى مع الأزمة في سورية من موقف مسؤول لا ينسجم مع شعارات الغرب الزائفة والداعمة للإرهاب خدمة لحليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني بالتعاون مع أنظمة إقليمية وعربية تستخدم أدوات إرهابية، غير مدركة لمستقبل بلادها وما تدفعهم إليه واشنطن عبر لعب دور بعيد عن الأخلاق والقانون ولا يخدم مصالح شعوب بلدانها. وتبقى طاولة الحوار هي ما ترغب به سورية وتسعى إليه للوصول إلى حل سياسي يبعد كابوس الإرهاب عن أرضها وشعبها دون أي شيء آخر. وفي الميدان ستستمر الحكومة السورية وحلفاؤها في فرض كلمتها، وليبقى المعطلون والمراوغون يجرون خيبات أملهم وهزائمهم في كل مكان يواجهون فيه الجيش العربي السوري، وسيرتد الإرهاب على داعميه كنتيجة حتمية لمن لا يبحث عن مصلحة بلاده ويرهن قراره وسيادته لواشنطن وتل أبيب. |
|