|
دراسات فإنه يكاد يكون محققاً للإجماع على الصعيد الشعبي وليس الرسمي فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني وضرورة التصدي لهذا العدو وخطورته على حاضر ومستقبل الوجود العربي والتمسك بنهج المقاومة وصولاً إلى تحقيق أهدافه. وبرز ذلك من خلال تعبيرات الشارع العربي ومواقف القوى الوطنية والقومية والقوى الشعبية المختلفة والمفكرين والكتاب وكل قوى الشعب العربي بشرائحه المختلفة وتجلى ذلك في: 1- تضامنه مع انتفاضتي شعبنا العربي الفلسطيني الأولى والثانية ونضاله المستمر ضد العدو الصهيوني. 2- رفضه لاحتلال العراق ودعم مقاومته وتنديده بالاحتلال وإدانته. 3- دعم وتأييد المقاومة الوطنية اللبنانية في تصديها للعدو الصهيوني في تموز 2006. 4- تأييد ودعم المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة في تصديها للعدوان الإرهابي والوقوف إلى جانب المقاومين في غزة وأهلها بكل الوسائل المتاحة لأبناء الشعب. 5- تأييد الشعب العربي لكل المواقف الوطنية والقومية التي وقفتها بعض الأقطار العربية التي خاضت الحروب وتصدت للكيان العنصري الصهيوني. وهذا ما برز في عام 1973 في حرب السادس من تشرين الأول التحريرية حيث كانت التعبير عن الحس القومي العربي الحقيقي ومثلت رأي الشعب العربي بشكل حقيقي. ولكي يستطيع الرأي العام العربي الاستمرار في أداء دوره في تحصين الجماهير العربية وحضها على التمسك بحقوقها والدفاع عنها في وجه القوى الطامعة وخاصة القوى الامبريالية والصهيونية لا بد من المبادرة إلى: 1- كشف الطبيعة العنصرية الصهيونية الإرهابية وممارساتها النازية الإرهابية وذلك من خلال: إنشاء مركز توثيق قومي لجرائم الصهيونية التي ارتكبتها بحق العرب حفاظاً على الذاكرة والوجدان العربيين فيما يتعلق بمعطيات الصراع العربي الصهيوني وتأكيد الطبيعة العنصرية الإرهابية بالوثائق والصور والعمل على استعادة العمل بالقرار /3379/ الذي يصف الصهيونية بالعنصرية وذلك من خلال نشاط ثقافي وإعلامي وسياسي ودبلوماسي وذلك بتكثيف النشاط الفكري والدراسات وحلقات البحث حول موضوع عنصرية الصهيونية والتركيز على ممارساتها النازية الإرهابية اللاإنسانية ضد الشعب العربي الفلسطيني وخاصة في عدوانها على غزة في 27 كانون الأول عام 2008 الذي استمر /23/ يوماً أبادت فيها البشر والحجر وارتكبت أبشع الجرائم المنافية لكل القيم والمبادئ الإنسانية وقبلها ما ارتكبته من جرائم بحق شعبنا العربي الفلسطيني من مذابح دير ياسين وصولاً إلى مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان وإلى أعمال التعذيب والإرهاب ضد أبناء الجولان العربي السوري. وما ارتكبته من مجازر ضد أبناء الجنوب اللبناني وغير ذلك كثير بالإضافة إلى ضرورة العمل على كشف العلاقة بين النازية والصهيونية وخاصة ما يتعلق بالمحرقة «الهولوكوست» واشتراك الصهاينة بها وفضح الأكاذيب المضخمة حولها. وهذا ينسجم مع ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد في مؤتمر القمة العربي الطارئ في الدوحة في 16/1/2009 بأن أهل التاريخ وأهل الأرض لن ينسوا وأن اعتقاد إسرائيل بأن الزمن سوف يجعل الأجيال العربية تنسى هو اعتقاد واهم فالأجيال القادمة سوف تكون أشد عداءً للكيان الصهيوني مناعتها تتطور وإرادتها تتصلب بوتيرة أسرع، فمع كل طفل عربي يستشهد يولد مقابله عشرات المقاومين وحدد سيادته مهام الأمة في التعامل مع الأجيال اللاحقة عندما قال: «سنخبئ لأبنائنا صور أطفال غزة وجروحهم النازفة وسنشرح لهم أن من يفقد الذاكرة يفقد المستقبل». 2- مقاومة التطبيع بأي شكل مع العدو الصهيوني والقوى الداعمة له وتعزيز سلاح المقاطعة العربية سياسياً واقتصادياً وثقافياً للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والقوى الداعمة والمؤيدة لجرائم الصهيونية لأن هذه المقاطعة سلاح شعبي له آثار مهمة في التأثير على اتجاهات الرأي العام للقوى المعادية للأمة وعلى المصالح الاقتصادية ومصالح التكتلات الدولية وله أهمية قصوى في تربية الأمة على التضامن والمشاركة والعمل من أجل مصالحها والدفاع عن حقوقها، وهذا ينعكس على رأي القوى الداعمة للكيان الصهيوني حيث سيؤثر على حقوق الحياة الاقتصادية لأبناء هذه الدول التي ستضغط على صانع القرار للحد من دعمه لهذا الكيان. وهذا يتطلب محاربة كل الجهود التي تبذل لتغيير المناهج التربوية والتعليمية في المدارس العربية ولا سيما في مواد الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية والقومية والعمل على المحافظة على المصطلحات والتسميات والوقائع التي رافقت الصراع العربي الصهيوني والدفاع عن الهوية الثقافية العربية ومقوماته وتعرية المرامي الكامنة وراء الدعوة إلى ما يسميها «ثقافة السلام» بدلاً من ثقافة المقاومة وما تنطوي عليه من مخاطر مسح معطيات الصراع ومقوماته وأهدافه من الذاكرة وجعل العدو شريكاً كامل الشراكة في المنطقة ومصيرها. 3- التأكيد أن الصراع العربي الصهيوني صراع وجود وأن حسم هذا الصراع مسؤولية قومية والطريق إلى ذلك المقاومة والقوة التي أساسها العلم والإيمان والعمل بهما معاً والتضامن العربي الفعال والأخذ بخيار التحرير ووقف مسيرة التنازلات المذلة والاستفادة من هذا النصر ليكون ركيزة لانتصارات قادمة عسكرية وسياسية وثقافية. 4- رفض التوطين والتعويض والتمسك بحق العودة وارتباط المقاومة بالعودة فلا أحد يستطيع أن يفرض على الشعب الفلسطيني أن يلقي سلاحه مادام لم يعد إلى أرضه ويستعيد حقوقه. ومما تقدم يتأكد لنا أن شعبنا العربي ورأيه العام لم يفقد بوصلته واتجاهه الحقيقي وانتماءه فهو مع قضاياه الوطنية والقومية مع مقاومته ومع سيادته واستقلاله يرفض الذل والهوان والتبعية وأثبت أنه لا يقبل كل اتفاقيات الذل والتفريط وأن خياره هو المقاومة والصمود والتضحية، هذا ما عبر عنه في السنوات السابقة وما سطع قوياً في نصرته لأهلنا الصامدين الأبطال في غزة الصمود والمقاومة. |
|