تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كبار القادة العسكريين يسعون لإقناع أوباما بعدم الانسحاب من العراق

وكالات- سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الخميس 5-2-2009م
قال الكاتب الامريكي غاريث بورتر ان ديفيد بترايوس قائد المنطقة الوسطى مدعوما من روبرت غيتس وزير الدفاع حاول اقناع الرئيس الامريكي باراك اوباما اثناء اجتماع عقد في البيت الابيض يوم 21 من الشهر الماضي

بالتراجع عن تعهده اثناء حملة الانتخابات الرئاسية بسحب القوات الامريكية من العراق خلال 16 شهرا .‏‏

وأوضح بورتر في مقال نشره موقع انتي وور أمس الاول ان اوباما أبلغ بترايوس و غيتس ورئيس الاركان الادميرال مايك مولين بأنه لم يقتنع بهذا الطرح وانه يريد من غيتس وكبار القادة العسكريين ان يعودوا إليه سريعا ومعهم خطة مفصلة لسحب القوات.‏‏

وأضاف بورتر الذي نسب هذه المعلومة الى مصدرين حضرا الاجتماع ان رفض الرئيس اوباما التجاوب مع توصيات بترايوس لم ينه الخلاف بين الرئيس وكبار القادة العسكريين وهناك دلائل على ان بترايوس وحلفاءه في الجيش ووزارة الدفاع ومن ضمنهم الجنرال راي اوديرنو القائد الاعلى للقوات الامريكية في العراق بدؤوا حملة ضغط على اوباما لتغيير سياسته المتعلقة بسحب القوات وهناك تقارير عن شبكة من الضباط تستعد لدعم بترايوس و اوديرنو عبر تصعيد معارضة الرأي العام لقرار الرئيس اوباما.‏‏

ونقل كاتب المقال عن احد المصادر قوله إن بترايوس بدا منزعجا بوضوح عند مغادرة الاجتماع كما اقتبس ذلك المصدر عن موظف في البيت الابيض قوله ان بترايوس ارتكب خطأ الاعتقاد بأنه لا يزال يتعامل مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وليس مع اوباما .‏‏

ويقول بورتر ان بترايوس و غيتس و اوديرنو كانوا يأملون بتسويق خطة صاغوها في الاشهر الاخيرة من ولاية ادارة بوش وتعتمد على الالتفاف على فقرات اساسية في الاتفاقية التي تم توقيعها مع العراق حول سحب القوات وتتضمن اعادة تصنيف الكثير من القوات القتالية باعتبارها قوات مساندة وبهذه الحيلة يمكن الابقاء على هذه القوات والسماح ظاهريا بتنفيذ اوباما لتعهده .‏‏

وبحسب تقرير نشر في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية بتاريخ 18 كانون الاول الماضي فقد ناقش غيتس و مولين خطة اعادة التصنيف هذه مع اوباما في منتصف ذلك الشهر باعتبارها جزءا من خطة الانسحاب التي وضعها بترايوس و اوديرنو .‏‏

ويقول بورتر ان اوباما قرر عدم الاعلان عن مطالبته للقادة العسكريين بخطة للانسحاب لكي يكون بامكانه الاعلان عن قراره بعد اجراء مشاورات مع القادة الميدانيين في حين ان اول وأوضح الاشارات عن نية بترايوس و اوديرنو وحلفائهما محاولة دفع اوباما لتعديل موقفه جاءت في 29 كانون الاول الماضي عندما نشرت نيويورك تايمز مقابلة مع اوديرنو استندت اساسا الى فكرة ان اوباما منفتح على خيارات اخرى.‏‏

وذكرت الصحيفة ان اوديرنو طور خطة لسحب القوات على نحو أبطأ من الجدول الذي وضعه اوباما مشيرة الى أن الامر قد يستغرق حتى نهاية هذه السنة لكي يتقرر متى يجب البدء بخفض عدد القوات. ويرى بورتر ان الفكرة لاساسية التي ستستند عليها حملة حلف بترايوس و اوديرنو ضد سياسة الرئيس اوباما هي الادعاء بأن سحب القوات سيزعزع الاستقرار السياسي للعراق ويعرض للخطر المكاسب المزعومة من زيادة القوات.‏‏

وقال ان الجنرال المتقاعد جاك كين هو من افتتح تلك الحملة مباشرة بعد اجتماع 21 كانون الاول الماضي حيث قال كين في مقابلة متلفزة ان تطبيق التعهد بالانسحاب خلال 16 شهرا سيصعد المخاطر على نحو مثير ويزعزع الوضع السياسي في العراق.‏‏

ويلفت بورتر الى ان كين يتمتع بروابط قوية بشبكة واسعة من الجنرالات العاملين والمتقاعدين ومن بينهم بعض كبار الضباط النافذين في البنتاغون والذين سيبدؤون منذ الآن بطرح وجهات نظرهم على الصحفيين الذين يغطون وزارة الدفاع والتي تتلخص في ان خطة اوباما لسحب القوات ستعرض العراق لخطر الانهيار التام وهو ما يهدد بثمن سياسي لاوباما في حال اصراره على الالتزام بها .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية