|
كواليس فالسعودية وأمريكا وأوروبا بحسب زعمه، طعنوه في الظهر، في الوقت الذي كان بحاجة لدعمهم!. من حيث الشكل، يبدو أن أردوغان قد راجع حساباته، وتأكد بنفسه بأن ما بناه على باطل وعقده من دسائس، وأعده من شراك للسوريين عامداً متعمداً، مع نظرائه الأميركيين والأوروبيين والسعوديين قد بدأ يحصد علقومه المرير اليوم، فسلطان الباب العالي وجد نفسه وحيداً في معمعة الانقلاب الفاشل، وهو من كان يخال أن الدنيا ستقوم ولا تقعد وكلها كرمى تثبيته على عرش العثمانية. ولكن هل يكفي أن يقول أردوغان بأن السعودية وأمريكا وأوروبا قد طعنوه، لنصدق أن الرجل يشعر حقاً بتأنيب ضمير أو حتى وخزة خجل؟، أكيد لا، فليس المهم ما يتفوه به واهم السلطنة، وإنما ما ينفذه على الأرض من تحركات ملموسة، تدلل بالمطلق بأنه قد صحح مسار بوصلته، وأنه أيقن ولو بعد حين من العدو المتربص بدول المنطقة، ويعد العدة لافتراسها تباعاً وكله في أوانه، وبحسب ميقاتية الأميركي وعقاربه الوهابية. كل من راهن على سقوط سورية سقط، وكل من تلطى خلف أصابعه «الإنسانية» المفبركة تفضحت مراميه الهدامة، وكل من قامر بورقة الإرهاب، وشرعنة تنظيمات التكفير وتلميعها وإغراق الأسواق السورية والموائد الأممية بها تحت مسميات جديدة، تكشفت مساعيه وتبددت أوهامه، والأهم أن كل من ظن بأن الأميركي والأوروبي والسعودي من ذوي الولاء أو «حفظة الجميل» قد تأكدوا بأم العين وبعظمة اللسان، بأنه في الأكاديميات الأميركية والأوروبية والوهابية لا ولاء إلا للمصلحة، وإن كان الثمن طأطأة الرأس والانبطاح، والتأرجح على حبال الإفك واللحى الظلامية. هو أردوغان إذاً بعد أن صمت دهراً، ينطق كفراً برفاقه في أكاديمية الدمار والهلاك، فهل يعني هذا أننا سنشهد مساراً جديداً يفرض نفسه على مشهد الأحداث الميدانية؟ من حلب وغيرها من المحافظات السورية سيأتينا الجواب، ومن يعش ير. |
|