|
نقش سياسي سبقتها إشارة من رئيس المخابرات المركزية الأميركية يبدي فيها أسفه إذ لا يستطيع أن يتفاءل بخصوص مستقبل وحدة سورية! إشارات وتوصيات وتوصيفات وشروحات أميركا لا تتوقف.. وبصراحة كثيراً ما تشير التساؤلات عن المقصود، لكن هذه المرة فيها بعض مما يمكن أن ينضح بمحتوى الذهن السياسي الراهن للإدارة الأميركية، ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أهمية المتحدَثين. أكيد نحن غير محتارين أو تائهين في التوصيف والتنسيب لأي من الحالتين، ونجزم أن ما يطلقه مسؤولون من هذا النوع عبر الإعلام يعني غير ما نسمعه. بالنسبة لرئيس المخابرات المركزية الأميركية، إن كان صادقاً فنحن قطعنا نصف الطريق للحفاظ على وحدة سورية. وأن تجهل إدارة المخابرات الأميركية إلى أين تتجه الأمور هو كلام يجب أن يعني : أولاً - أنها لا ترسم لمستقبل سورية ولا تتآمر من أجل ما ترسم له. ثانياً - أنها عجزت عن تقرير هذا أو ذاك في الشأن السوري...!! إلى حد كبير لا تبتعد “ أوامر “ السيد كيري للقوات السورية والروسية عن ذاك الاستنتاج كثيراً بل هو أقرب منطقاً من بواعثه. كلام كيري يمكن أن يشكّل إشهار إفلاس.. فهو دأب وفق التنسيق مع الروس على التمييز بين (النصرة) وما يسميه (المعارضة المعتدلة).. ووعد مراراً برسم الخطوط الفاصلة بينهما. كونه يجمل اليوم فهذا يعني أنه حتى تاريخه لم يستطع ومعه إدارته وأتباعه رسم حدود جغرافية وعملية مقنعة لما سماه (المعارضة المعتدلة). هل هو الافلاس أم النفاق...؟! النفاق أكيد ومن الاثنين.. والنفاق كان دائماً متوفراً في المواقف الغربية سواء من ناحية وحدة سورية أم من ناحية محاربة الإرهاب. أما الإفلاس فأفضّل ان أستخدم عوضاً عنه أنه لا جديد لدى أميركا أو الغرب. لا جديد وقد وضعهم واقع القتال ومسرح العمليات في حالة الحاجة الملحة لجديد إما لم يملكوه بعد.. وإما يفضلون عدم الكشف عنه. بالنسبة لسورية ومن معها.. من الضروري أنهم جميعاً يدركون أن الغرب وتوابعه لن يبقى مكتوف الأيدي وهو يرى تقدم الجيش السوري ولاسيما في حلب.. هم لم يتركوا المسألة تقبل التنظير والاستنتاج... أمروا بالهجوم على غرب وجنوب حلب لفك الحصار عن الإرهابيين داخل حلب... وأظهروا شكوكهم بالإجراءات السورية العملية فعلاً لحل المأزق الإنساني في المناطق المحاصرة. الآن إن فشل هجوم فك الحصار الإرهابي عن أحياء حلب الشرقية ونجحت الإجراءات السورية في تخفيف الأزمة الإنسانية هناك، وكلا الأمرين مبشر اليوم، واتجه الوضع الميداني الراهن في حلب للاستقرار، سيكشف الغرب عن نياته بشكل ما.. الحذر يقتضي الانتباه للنسخة المخبأة.. وهي في الأردن والمنطقة الجنوبية... كلما تحرّيتم عن خيانة تذكّروا الدور الهاشمي. |
|