تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دعم الإرهاب لا ينتج حواراً

حدث وتعليق
الأربعاء 3-8-2016
ناصر منذر

في ظل المساعي الدولية لعقد جولة جديدة من الحوار السوري السوري ، تكتفي الأمم المتحدة بالإعراب عن أملها بأن تتوافر الظروف المناسبة لإطلاق الحوار نهاية الشهر الجاري،

من دون أن تتخذ أي إجراء يلزم الأطراف الراعية للإرهاب بالتوقف عن دعمها للتنظيمات الوهابية التكفيرية، التي تشكل العقبة الأساسية أمام أي حل سياسي، لا سيما وأن الحكومة السورية أرسلت مئات الوثائق التي تؤكد ارتكاب تلك التنظيمات لأبشع الجرائم والمجازر بحق الشعب السوري، ولكن من دون أن تحرك تلك المنظمة أي ساكن، الأمر الذي يشجع الإرهابيين وداعميهم على التمادي في جرائمهم.‏

المنظمة الأممية وهي العارفة بخبايا ما يجري في سورية، ولكن ارتهانها للدول الداعمة للإرهاب تجعل منها مجرد أداة تنفيذية لأجندات القائمين عليه، لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى المعطل الأساسي لأي آلية حوار محتملة، خاصة وأن مشغلي «معارضات» الفنادق وفي مقدمتهم بنو سعود لا ينفكون يتحدثون بشكل علني عن استمرار دعمهم للتنظيمات الإرهابية، تحت مسمى «المعارضة المعتدلة»، وأنهم على استعداد لتزويدهم بأسلحة أكثر تطورا وأشد فتكا.‏

وفي ظل استمرار تدفق مئات الإرهابيين يوميا عبر الحدود التركية والأردنية فكيف للظروف المناسبة أن تتوافر لعقد جولة الحوار، خاصة وأن الجانب الأميركي لا يزال يراهن على عصاباته الوهابية التكفيرية لكسب بعض النقاط في الميدان، لمراكمة أوراقه التفاوضية المرتكزة على الإرهاب، ولا يزال حتى اللحظة يرفض فصل إرهابييه «المعتدلين» عن غيرهم من المتطرفين، لحمايتهم من الضربات الروسية والسورية.‏

لكي تتوافر الظروف المناسبة للحوار، لا بد قبل كل شيء توحيد الجهود ، والتنسيق المباشر مع الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب واجتثاثه من حذوره، حيث القضاء عليه يشكل المدخل الرئيسي للحل السياسي، وهذا لن يحدث طالما المايسترو الأميركي الذي يقود جوقة الإرهاب الدولي يواصل دعمه للتنظيمات الإرهابية، ويشرعن أعمالها الإجرامية، ويمنع مجلس الأمن من اتخاذ أي إجراءات رادعة بحقها، ويواصل كذبه ونفاقه، والتملص من كل اتفاقات أو تفاهمات دولية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية