تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل هذه منافسة..?!

حديث الناس
الاحد 23/10/2005م
أمير سبور

على ما يبدو أن الكثير من موظفي قطاعنا العام الحكومي ما زالوا يعيشون بعقلية المؤسسة الوحيدة بمعنى آخر /الاحتكار/ أو لنقل بالذهنية السابقة والتي تعود لعقود مضت.. تلك العقلية التي لا تريد أن تعترف بوجود أي جهة أخرى منافسة لها.. وخاصة أن هذا المنطق لم يعد صالحاً في عصرنا الحالي الذي دخلت فيه تقانات العصر كل مكتب ومنزل.. وإن استمرار بعض هؤلاء الموظفين بتلك العقلية والذهنية قولاً وفعلاً قد يسيء حتماً إلى سمعة هذه المؤسسة أو تلك ولاسيما إذا كانت تلك الممارسات تتم قريباً أو بعيداً عن أعين ورقابة المديرين المختصين في تلك المؤسسات, وبالتالي لا تجد من يردعها أو يصحح مسارها..! لن نسهب بالشرح أكثر من ذلك لكن ما نود قوله إن الممارسات اليومية لهذا النمط من الموظفين وخاصة ممن يتعاملون بشكل مباشر مع المواطن يسيئون بشكل كبير لسمعة مؤسساتهم التي يضطر المتعامل أن يتركها مرغماً ليذهب بالنهاية إلى من يوفر له الخدمة الأفضل والأنسب وبكافة المقاييس..! والمشكلة أنك قد لا تكتشف هذه الثغرات ما لم تعيشها وتمارسها بشكل عملي, وسنورد بعضاً من تلك الممارسات غير المسؤولة كأمثلة لما يجري هنا وهناك.. وبالمناسبة عندما يريد المرء أن يسدد ضريبة ما أو يدفع مبلغاً من المال لجهة خدمية, أو يودع مبلغاً في أحد المصارف يتم التعامل معه بأسلوب لبق وباحترام شديد من قبل هذه الجهة أو تلك في مختلف دول العالم.. لكن لدينا قد نجد العكس تماماً من خلال تصرف البعض من هؤلاء الذين نسوا أو تناسوا أنهم في القرن الواحد والعشرين..! ومنذ فترة قصيرة حصلت على قرض من اتحاد الصحفيين بسهولة ويسر, وذهبت لإيداعه في فرع التسليف الشعبي /29/ أيار, وكما هي العادة وجوه وأسلوب البعض هناك تدعو للملل والحنق بآن معاً, حيث تعامل وكأنك تستجدي منهم ورغم قلة المراجعين كنت الوحيد أمام كوة الصندوق وبعد أن سلمته الأوراق كاملة مع مبلغ القرض قلّب موظف الصندوق الأوراق النقدية وبازدراء رماها أمامي قائلاً: عليك أن ترتبها جيداً.. فأجبته: للتو استلمتها من صندوق اتحادنا وبقيت كما هي عليه..! أجاب دون أن ينظر إلي: رتبها الصورة على الصورة ولا وقت لدي للأخذ والرد.. وبما أن وقتي لم يسعفني قررت إلغاء العملية لا بل وإغلاق حسابي كله في ذلك الفرع.. والمدهش حقاً أن أحداً من الفرع لم يسأل عن سبب ذلك رغم التوتر الذي لاحظه الجميع على الموقف وكأن شيئاً لم يكن, وهذا مثال لما يجري في مؤسساتنا العامة.. والغريب بالأمر أنني رأيت عكس ذلك تماماً في أحد المصارف الخاصة, حيث الابتسامة والترحيب وحتى الضيافة لدرجة أنك تشعر بالخجل.. وهنا تأكدت سبب تراجع وترهل مؤسساتنا الخدمية, وكيف يسيء هؤلاء إلى سمعتها رغم كل الإمكانيات التي توفرها الحكومة لتطوير أدائها? فهل نستأصل المرض أم نتركه يستشري..?! أم أنها المنافسة بحد a-sabour@net.org‏

">ذاتها.?!‏

a-sabour@net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية