|
مجتمع وقبل الغوص في صلب الموضوع سوف نعطي بعض المعلومات التي قد تسهل على القارئ فهم الموضوع.. أولاً:.. نحب أن نعرف بالدوالي.. فالدوالي هي توسعات وعائية وريدية ناتجة عن قصور الأوردة في الطرف السفلي عن اعادة الدم إلى القلب بسبب قصور الدسامات الموجودة فيها والتي تسمح للدم بالرجوع باتجاه واحد إلى القلب. هذه الدسامات موجودة في أكثر الأوردة وبمسافات مختلفة في الوريد الواحد, وهي توقف الدم من التراكم في الطرف السفلي. عندما تختل وظيفة الدسامات فإن الدم يتراكم في الأوعية الوريدية, وبالتالي فهذه الأوردة المصابة تتوسع وتحدث الدوالي. أما عن سبب حدوث الدوالي فهناك عدة عوامل أهمها: الوراثة: في كثير من الحالات نشاهد أن عدة أفراد من العائلة مصابون بالدوالي. الحمل وتعدد الحمل: الهرمونات الأنثوية التي تزداد خلال الحمل لها أهمية كبيرة في حدوث الدوالي, كما أن الضغط الجنيني على الوريد الأجوف السفلي في أواخر الحمل يزيد في إعاقة رجوع الدم إلى القلب فتتوسع الأوردة. المهنة: التي تتطلب وقوفاً طويلاً. العمر: حيث تزداد الاصابة بالدوالي مع تقدم العمر. وأخيراً البدانة.. ولكي نتفهم كيف تحدث الاختلاطات بصورة عامة بالجهاز الوريدي في الطرف السفلي الذي يتألف من أوعية عميقة, وهي أوردة رئيسية غير مرئية تكون عادة داخل مجموعات عضلية ولدراستها نستعمل جهاز الإيكو, جهاز الأمواج فوق الصوتية, ومن أوردة سطحية (قريبة من الجلد) ومن أوردة تصل بين النوعين السابقين من الأوردة وتسمى الثواقب (perforators) أو الأوردة الموصلة (communicators). وعندما يحدث القصور الوريدي فإن الضغط داخل الوريد وهذا ما نسميه ارتفاع التوتر الوريدي وتزداد الإصابة بالدوالي مع التقدم بالسن والحمل والوقوف طويلاًً. أما أعراض الدوالي فهي المنظر الجمالي ويختلف بحسب الشخص, ألم وتوعك تشنجات ليلية وذمة زيادة تصبغات التهاب جلد تقرحات نزوف (بعض هذه النزوف تشبه النزف الشرياني بسبب ارتفاع التوتر الوريدي) التهاب وريد خثري سطحي (الأوردة السطحية) التهاب وريد خثري عميق. هذا الاختلاط الأخير يجدر أن نتوقف عنده قليلاً لأن المصاب بالدوالي وبسبب تراكم الدم في مكانه فإنه معرض لحدوث التهاب خثري عميق وهو خطير جداً ويحدث بنسبة 9 مرات أكثر من الأشخاص الذين ليس لديهم دوالي, وتكمن خطورة هذا المرض إذا لم يعالج فوراً في ارتفاع نسبة حدوث الصمامات الرئوية. أما عن تشخيص الأوعية الدموية فيكون التشخيص سهلاً وذلك بملاحظة الدوالي, إلا أن هناك تسلسلاً في الفحص: القصة المرضية الفحص العام الفحص المفصل على الدوالي (الموقع والحجم) وجود اختلاطات ووذمة تقرحات تصبغات التهاب الجلد.. الخ. إن الفحص بجهاز الإيكو هام جداً لتعيين مركز القصور الوريدي, وقد يظن أحدنا أن الدوالي موجودة في الساق ويجب أن تعالج هناك, إلا أن الفحص الدقيق سيري في أكثر الأحيان أن مصدر القصور هو في منطقة الفخذ مثلاً, فإذا لم نعالج سبب القصور فإن المعالجة الموضعية سوف تكون حلاً مؤقتاً وكوس الدوالي سوف يكون حتمياً. كما أن الجهاز الوريدي في الطرف السفلي معقد وهناك اختلافات تشريحية كثيرة في هذه المنطقة, فعلى سبيل المثال عدد الثواقب يتراوح بين 6 ثواقب إلى 15 ألف ثاقب في الطرف السفلي وفقاً للموسوعات العلمية الطبية. أما عن طرق المعالجة فهناك: 1 الجرابات الضاغطة: وهي طريقة محافظة وتعتمد على الضغط الخارجي للأوردة المتوسعة وبالتالي تخفف من تراكم الدم في الطرف السفلي ولكنها لن تذهب الدوالي وانما تخفف من ازدياد حجم وعدد الدوالي. 2 التصلب: بحقن مواد مصلبة داخل الدوالي أو الوريد القاصر. وفي صدد الحديث عن المواد المصلبة نود أن نذكر طريقة حقن المصلب الرغوي وهو جعل المصلب السائل بشكل رغوة وهذا لجعل المواد المصلبة فعالة أكثر لبقائها داخل الوريد فترة أطول ولتخفيض كمية المصلب السائل. 3 الليزر الداخلي: وهو البديل عن الجراحة التي تتكون من استئصال الصافن الأنسي أو الوحشي بطريقة السحب, وقد استعملت هذه الطريقة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الخمس الأخيرة وبنتائج عظيمة. وهنا لابد من الحديث عن فوائد الليزر الداخلي حيث يكون هو البديل عن العملية الجراحية. أيضاً لا يتطلب تخديراً عاماً إلا في حالات قليلة وهي عادة رغبة المصاب. كذلك لا يتطلب الإقامة في المشفى. وفترة النقاهة قصيرة وعودته إلى العمل بأسرع ما يمكن. ثم هناك الجراحة المجهرية: وهي تستعمل لدوال محدودة وهي عادة لفروع الوريد الصافن الأنسي أو الوحشي .. E— mai: abuomarameer aao1 .com |
|