|
الصفحة الاولى فصل جديد من فصول المؤامرة الكبرى على سورية, تكشف ملامحه مع ظهور (تقرير ميليس) الخاص بالتحقيق في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق (رفيق الحريري) وقد سبقت ظهور هذا التقرير حملة دعائية غوغائية مسعورة, وتسريبات مبرمجة, اعدت جيداً في مطابخ المؤامرات في تل ابيب وواشنطن وباريس, باريس التي اصبحت عاصمة لايتام فرنسا الجدد, الذين فرّوا من وطنهم الى كنف (أم الدنيا عموم) في حماية جاك شيراك. أيها الإخوة والأخوات! إن الامبريالية الاميركية تغوص اليوم اكثر فأكثر في مستنقع الحرب على العراق, وهي لا توفر جهدا من اجل ايجاد التبريرات والمسوغات امام الرأي العام في العالم وداخل بلادها الرافض لحروبها العدوانية, فحاول حكام البيت الابيض التستر بلافتات مزيفة كمحاربة الارهاب والتعصب الديني, والسعي لاقامة مجتمع مدني ديمقراطي وصولا الى (حماية الديمقراطية في لبنان). ولكن شعوب المنطقة باتت تدرك ان هذه اليافطات السوداء وراءها مؤامرات واطماع لا حصر لها, وتجري تحتها اشد الممارسات وحشية في العراق, من قتل للنساء والاطفال, وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها, وحرق الحقول ونهب للثروات وللتراث الانساني العريق, وان سجن ابو غريب وغوانتنامو وسجون افغانستان, كلها شواهد على تلك الحضارة التي تأتي بها الامبريالية الاميركية من اجل اقامة مشروعها الاستعماري (الشرق الاوسط الكبير). إن حكام البيت الابيض يجدون في سورية الصامدة الصخرة الكأداء امام تحقيق اهدافهم تلك, بما فيها فتح الحدود اللبنانية العصية على اسرائيل, بفضل المقاومة الوطنية اللبنانية البطلة, خاصة في الوقت الذي يتسابق فيه المهرولون للتطبيع مع اسرائيل. لذلك فإن الادارة الامركية تدعي ان سورية تتغاضى عن الداخلين الى العراق عبر اراضيها, وهو ادعاء سخيف وغبي, فالحدود العراقية مع سورية ترزح تحت حراسة مشددة من القوات الاميركية الغازية, التي تكبدت الخسائر المادية والبشرية الكبيرة, ما افقدها صوابها, فأصيب حكام البيت الابيض ومن يسير في ركابهم بفقدان التوازن والتشتت, وهو مادفعهم لتوجيه مختلف التهم الى سورية, بغية حرفها عن طريقها الوطني المشرف. من هنا فإن اقحام اسم سورية في تقرير ميليس, هو أحد اشكال الضغط والتآمر على سورية, انها رواية اخرجت بشكل رديء من المطابخ الصهيونية. ان التقرير ذاك, وكما يرى حقوقيون قديرون انه اشبه ببيان سياسي لا يحتوي على أية معطيات قانونية. ان تقرير ميليس يضم احتمالات عدة, بما ذلك احتمال فرضية وجود صراع خفي وخلافات مالية وتبيض اموال, اي ان يكون المال السياسي وراء دوافع الجريمة. وشعبنا يدرك ان من يطلق الاتهامات يمنة ويسرة من حكام البيت الأبيض وتل ابيب, هم أكثر الناس دراية وممارسة للاغتيالات السياسية, كأغتيال الاخوين كنيدي, واسحاق رابين, وبرنادوت, ومارتن لوثر كينغ, واولف بالمه. وغيرهم.. في هذه الايام العصيبة, كلنا ثقة بأن شعبنا العظيم, سيتغلب على هذه المؤامرة التي تحاك ضد سورية, وذلك بتضامنه وتكاتفه وبتعزيز الوحدة الوطنية, وبالوفاء لتاريخنا الوطني العريق... مهما تعددت المكائد والمؤامرات في السر والعلن. فشعبنا العظيم الذي لم يحن هامته امام مستعمر او دخيل, يعرف جيداً أن (إغضاب الاستعمار اسهل من ارضائه) وسيظل رافعاً شعار (سورية لن تركع). المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الأمين العام وصال فرحة بكداش |
|