|
فضائيات وأبجل فيه عشرات الأمهات اللواتي زغردن لأبنائهن الذين عادوا بعد طول انتظار ملفوفين بعلم الوطن..يصرخن بأعلى صوتهن (فدا الوطن...فداك سورية) مشاهد إخبارية لطالما ارتعشت قلوبنا أمام عظمتها..... وبين صور...ومشاهد بدأ حبر الذاكرة يكتب للأم الأغلى و الأسمى و الأكبر التي راح فداء عودة ابتسامتها شبان أبطال أبوا أن ينال أحد من كرامتها فوهبوا من أجل مستقبلها....حياتهم وأحلامهم ومستقبلهم..... أمي....ليس في العالم مثل دفء حضنكِ الذي احتضن كل جريح أو نازح من وطنه ...ففتحتِ يديكِ ملبية ً احتياجاتهم مغدقة ً عطفكِ كي لا يشعروا أنهم في بلد غريب بل بحضن أم ٍ رؤوف لطالما آوت من لا وطن له....فلماذا يجتمعون حولك كذئاب فيها من المكر ما يُدهش..يحاولون نهش صورتك بقنواتهم التي تجعل قلبك ينزف بأكاذيب وأحقاد ترسمها أخبار مصنوعة في استوديوهات مظلمة كقلوبهم...تائهة كعقولهم...يخلقون ما يروق لهم ويمولون ما يحطم قلبكِ!!! أمي...يا من كان صوتكِ ...صوت كل مظلوم أو مضطهد في العالم,تقفين في المحافل الدولية و العالمية تحاربين الظلم وتصرخين بأعلى صوتكِ في وجه الطغاة الذين نسجوا شباك المؤامرة عليك بجواسيسهم..ليجول فيها عنكبوت النفط مغدقا ثرواته و أمواله لتدميركِ...وليرقصوا أمام نزف دمائك بسيوفهم على أنغام بيانو الأمريكي..... أمي...آمنتِ بقضيةٍ ورهنتِ من أجلها حياتكِ..وكم حلمتِ بالركوع أمام المسجد الأقصى وهو محرر من براثن سرطان توغل في وطننا وتفشى في النفوس الضعيفة....فنراه يبتسم ابتسامة منتصر أمام فضائيات عبرية أصبحت تتكلم لغته لغة القتل و الدم و الدمار ...لغة المجازر و الجثث وانتهاك الإنسان...يلقون بأخبارهم ..لتتحول بعد بضع دقائق إلى دماء تراق على أرضك لأناس أبوا أن يغدروا بتراب وطنهم...ليتحولوا على أيدي الفضائيات الإجرامية إلى أشلاء.... أمي......لا تحزني لابن فقد صوابه أمام دنانيرهم...وأغرته حورياتهم.. فأضل السبيل وانجر وراء أحقادهم..وأخذ يعيث الخراب و الدمار في قلبك غير آبهٍ بجراحك..مخدر بأفكارهم الشيطانية...منفذا لأخبارهم السينمائية الملفقة..يعميه بريق ذهبهم الأسود كقلوبهم...فهم لم يتحملوا قوتك...وسمو مركزك الذي ترضخ أمامه دول عظمى لأنك الحق في زمن الباطل...... أمي....لا تحزني فأبناؤك لا يزالون يتمسكون بحضنك الدافئ...ويعشقون ترابك ولأجله هم بواسلٌ و أبطال يحرسون كل مكان فيكِ...يرمون الحياة بكل ما فيها ولا يرون سوى بريق عينيكِ....يا سوريتي لا تحزني فأبناؤك يدرسون..ويعملون..ويبنون..لأجل بث الروح فيكِ..يتطوعون و يقدسون العمل الإنساني ويضعون يدا بيد لتعود الاشراقة إليكِ....صور جسدتها فضائياتنا بصورة حية هي حصنك أمام هجماتهم الفضائية..ترد حقدهم عنكِ..وتكذب تلفيقاتهم..بأصوات مراسلين تصدح في كل شبر من ترابكِ..لتوصل صوتكِ...صوت الحق الذي سيزهق أباطيلهم.. أخيرا يا أمي...يا سوريتي الغالية.. أنت حضارة تعود لآلاف السنين على ترابك قامت قلاع ومماليك...وهواك يعبق التاريخ بانتصاراته و عزته...أبناؤك شعراء..أطباء..مهندسون...تشهد لهم أصقاع الأرض....أبطالٌ (كالشيخ صالح العلي.. سلطان باشا الأطرش.. إبراهيم هنانو..) الذين سطروا الأمجاد على أرضك ودحروا عدوا أراد أن يفترس زهوة صباك وعزتك... فمن هم أولئك العابثون بأمنكِ....... ليسوا سوى أقزام حضارةٍ...لصوص تاريخ ٍ...هواهم محمل بالغدر و القتل و الدماء بغية حكم ممالكهم...مبدعو السرقة حتى أبنيتهم...وأبراجهم العاجية ليست سوى نسخة غربية مسروقة.... يهرجون ويمرجون بفضائياتٍ تبجلُ دنانيرهم ...وتحرقنا بنيرانها.... فلا تنحني....بعزكِ و تاريخكِ وحضارتكِ.....أمام أقزام ٍ سيلفظهم التاريخ...وتأبى حتى مزبلته باحتوائهم. |
|