|
مجتمع سنحاور من ألقى السلاح لتعود الدماء العربية السورية الأصيلة تسري في عروقه وسنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل وطني شريف غيور يعمل من أجل مصلحة سورية وأمانها واستقرارها». أهمية الحوار في عملية المصالحة الوطنية وضمن إطار حملة سورية... بلدي عقدت في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة ندوة حوارية حضرها عدد من الأساتذة ورؤساء الأحزاب» خالد العبود أمين سر مجلس الشعب السوري، سليم الخراط أمين عام حزب التضامن الوطني الديمقراطي، فهد السيد عضو المكتب السياسي لحزب التضامن العربي الديمقراطي، الباحثة الاجتماعية رغداء الأحمد والصحفي بسام القاضي في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة ،وتناولت الندوة مجموعة من القضايا التي تمحورت بشكل أساسي حول آلية الحوار والطرق المثلى لتطبيقه وتوضيح مفهومه ودور الاحزاب الجديدة في تعميق آلية الحوار، في البداية تحدث الأستاذ خالد العبود أمين سر مجلس الشعب حيث أكد أن الحوار باعتباره أداة في عملية سياسية وفرّق بينه وبين الحوار باعتباره ثقافة مجتمع أو ثقافة مجتمعية وميز بين ثقافة الاختلاف وثقافة الحوار... وأضاف إذ إنني أرى أننا كمجتمع سياسي سوري لا يمتلك ثقافة الحوار.. وإنما يمتلك ثقافة الاختلاف وهو يتقنها بشكل خلاق كما أنني سأميز بين الحوار باعتباره غاية أو وسيلة إذ إنني أرى أن البعض يخلط بين الحوار الغاية والحوار الوسيلة. وأوضح العبود أنه لابد من الفصل الدقيق معرفياً وسياسياً بين عنوان الحوار وعنوان التفاوض.. وخلص إلى النتيجة التالية: إن أية مصالحة وطنية أو عملية سياسية لا يمكن لهما أن يقوما إلا على أداة الحوار وأضاف بأن الحوار لم يعد ترفاً سياسياً يمارسه البعض بمقدار ما هو حاجة وضرورة أساسية رئيسية لديمومة أي عملية سياسية، كما أضاف العبود هناك لحظة تاريخية جعلت من الحوار ضرورة وحاجة فهو ليس تفاوضاً على مجموعة من العناوين وإنما فعل تطهير لحماية الأفكار التي نقترحها كعناوين في السياسة مبيناً أنه في السياسة ليس هناك معارض بالمطلق ومن يحدد المعارضة والموالاة هو العملية السياسية. وبين العبود أنه من غير الممكن أن يملى على الخصم السياسي مفهوم معين للحوار بل يجب أن يكون صراعاً وجدلاً إيجابياً ضمن أدوات مشروعة أي ليس صراع بينه وبين خصمه في السياسة وإنما بين الأفكار التي أطرحها أنا وهو ومن يقرر صحة الأفكار من عدمها هو صندوق الإنتخابات. وعن ثقافة الحوار ودور الاحزاب الجديدة في ترسيخها تحدث فهد السيد عضو المكتب السياسي في حزب التضامن العربي الديمقراطي أكد على أهمية الحوار في عملية المصالحة الوطنية وأن أهم نقطة في الحوار يجب أن تتركز على آليات الحوار، ومن هم الأطراف الذين سيحاورون. وقد عبر عن وجهة نظره بأن هناك ثوابت وطنية مستعدة للحوار مع كل الأطراف خاصة المعارضة المسلحة التي تعتبر طرفاً رئيسياً من أطراف الصراع والنزاع على الساحة السورية وأوضح أن الشارع ينتظر ما سينتج عن الحوار الذي سيعقد بعد فترة والذي دعا إليه السيد الرئيس في كلمته.. ما يهمنا كما أوضح السيد تفعيل هذا الحوار بحيث يعطي النتائج التي نستطيع من خلالها تحقيق أبسط آمال المواطن» أمن - استقرار والحاجات المعيشية...» كما بين السيد أن ما تعرضت له سورية خلال الأزمة كان بسبب غياب مفهوم الحوار عن مجتمعنا ووجود خلافات حول تلك الثقافة. وأوضح نحن كحزب سياسي لا بد لنا من الحوار لأنه السبيل الآمن للخروج من الأزمة التي تمر بها سورية معتبراً أن حزب التضامن يرى في الحوار السبيل الأمثل للخروج من الأزمة مبيناً أن الإختلاف بالآراء لا يلغي كوننا شركاء في الوطن فقد نختلف بآلية التفكير لكن هناك موضوعاً أساسياً لا نختلف عليه وهو عدم المساومة على الوطن. وأضاف السيد نحاول في هذه المرحلة أن نجد مكاناً في الساحة السياسية وعندما نطرح موضوع التغيير الديمقراطي فنحن نأمل أن تكون صناديق الاقتراع هي التي تحدد دور كل حزب من الأحزاب الجديدة. أما رغداء الأحمد فقد تحدثت عن دور الحوار في التأثير على المجتمع السوري معتبرة أن ما نحتاجه اليوم هو نوعية للحوار تجير لها القدرات والإمكانيات على أن تكون مستندة إلى أرضية التنوع الثقافي الموجود في سورية. وتحدثت الأحمد عن قوة الشعب السوري والدولة السورية في مواجهة الأزمة والقدرة التي ظهر بها المواطن السوري في حماية وطنه ضد الحرب الكونية التي يواجهها. كما أوضحت الأحمد أن الحوار أيضاً يجب أن يرتكز على البعد الاجتماعي للحوار بمعنى أن اللغة التي يعبر بها الإنسان عن أفكاره وصفات الحوار ويجب التعمق بالفكرة المحاورة والمحاور عليها. كما ركزت على فكرة الفرق بين الإصغاء والاستماع وأكدت أن للأسرة دوراً كبيراً في تربية قدرة المحاورة عند الأبناء... ويجب على الأسرة أن تحمّل أبناءها قدرة تقبل الحوار. أما د.سليم الخراط الأمين العام لحزب التضامن الوطني الديمقراطي فقد أكد أن ما تعرضت له سورية خلال الأزمة التي مرت بها، وضعتنا أمام حالة جديدة يجب أن نحدد فيها مفهوم الحوار وحتى نستطيع أن نفهم ونحاور الآخر.. يجب أن يكون لدينا ثقافة الحوار ومن خلال هذه الأحداث التي مرت بها سورية علينا أن نتحاور من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية تخرج سورية من هذه الأزمة. وأضاف أن الأزمة جاءت نتيجة تكالب أطراف دولية علينا في حرب المطلوب منها رأس سورية لما تمارسه من عمل وطني وقومي مبيناً أن النسيج السوري الجميل المتنوع هو الذي وقف ضد السلاح الفتاك المتمثل بالعقيدة الدينية الخاطئة. أما الصحفي بسام القاضي فأوضح رأيه بالنقاط الأساسية التي يجب التحاور حولها مبيناً ضرورة وجود خطة واضحة للأحزاب للوصول إلى مجموعة من النقاط الرئيسية حول مفهوم الحوار والتركيز بشكل أساسي على محاربة الإرهاب وأزمة المعتقلين ومشكلة الاقتصاد. اتسمت هذه الندوة بالحوار الصادق الشفاف، لأنها ركزت على أهمية تفعيل دور المثقفين في تعميم ثقافة الحوار في المجتمع، وقد أغنت المداخلات هذه الندوة التي أضافت إليها بعداً جديداً، وهي مشاركة فئات الشعب كافة في ممارسة دورهم في الحوار.... |
|