تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في لجنة تطوير المناهج .. منسق مادة التربية الوطنية: لماذا يؤسس لذاكرة سلبية في مجتمعنا؟!

مجتمع
الثلاثاء 13-2-2018
غصون سليمان

بعد أن كان المعلم المصدر الأساسي والوحيد والناقل الحقيقي بشكل عام للمعرفة أصبح اليوم هناك مصادر أخرى متعددة للمعارف لذلك كله أخذ دوره يتوزع في اتجاهات ومحتوى آخر يؤكد على مفهوم غرس القيم وتوجيه النشاط وتعزيز المبادئ والثوابت الوطنية.

ولطالما هناك ورشة عمل قائمة على تطوير وتصويب ما أثير حوله من تشويه لبعض قضايانا الوطنية المهمة ،فثمة إعادة نظر لكل ما يبني ويعمر ويخدم مصلحة البلد والأجيال القادمة.‏

فتناول الموضوعات الوطنية بنظرة كلية ليس أمرا سهلا لكنه ليس صعبا حين تؤسس الفكرة والمضمون لرؤية منسجمة في الاتجاه والتصور والرؤى وصولا إلى تعزيز الهوية الوطنية الجامعة ،هذا المفهوم هو جوهر العمل الذي تعمل عليه اللجنة بإشراف منسق المادة الدكتور سلمان مظلوم الذي اعتبر أن من أهم المعايير التي بني عليها المنهاج في مادة التربية الوطنية هو كيف نؤسس للشخصية الوطنية المتكاملة معرفيا ومهاريا وقيميا، مؤكدا في حديث للثورة على أن المعايير شملت ٤ محاور أساسية تعتمد على تقدير الذات وتطويرها،التواصل،الىمواطنة،التنمية المستدامة.. كما تم إنجاز كتاب الصف السابع وفق المعايير التي نستند عليها وعملنا من أجلها لفترة طويلة حتى وصلنا الى أسس وقواعد بنيت عليها. واستقينا منها أهداف المادة الوحدات الدرسية.‏

أهداف كل درس‏

المنتج الأول كان كتاب الصف السابع حاولنا ان نشكل مرجعية واحدة للوطن والتأكيد على سورية في إطار انتمائها إلى محيطها القومي والعربي ايضا حاولنا التركيز على الشهادة وقيمها والشهداء وعلى مفهوم الانتماء الوطني ايضا لم يفتنا أن نتناول مفهوم المقاومة وتكريس ثقافة المقاومة وتعزيزها في أذهان النشء.‏

وتعرضت اللجنة ايضا لمفهوم تقدير الذات ومهارات التواصل وكيف نطور علاقاته في دائرة الانتماء لذاته، وأسرته، وأصدقائه، ومحيطه الاجتماعي حتى الوصول إلى المستوى الوطني اي من خلال المواطن العالمي القادر على مواجهة التحديات المعاصرة مثل: التحديات التكنولوجية والتقنيات والتغيرات الاجتماعية المتسارعة.‏

ارتباطه بالواقع‏

وبين الدكتور مظلوم أن أهم شيء أوردته اللجنة وكان جديد كل الجدة في منهاج التربية الوطنية هو محاولة تضمين الذات من أجل أن يدرك المتعلم المعنى فيما يتعلمه وربط جميع هذه الأفكار بحياته المعيشية بغية دعم هذه المفاهيم لتصبح أكثر ديماغوجية وأكثر ارتباطا بالواقع بمعنى ربط النظر بالعمل حيث يقال عن مادة التربية الوطنية انها مادة نظرية، ولجعلها أكثر التصاقا بالحياة حاولنا ان يكون مدخل السيرة الذاتية كشكل من اشكال التقويم الذاتي للطالب، إذ يمكن أن نستفيد من هذه القصة أننا أدخلنا الطالب في عملية تطوير المناهج ومن خلال الملاحظات المتوفرة نأخذ التغذية الراجعة للطلاب كأن نقوم باستبيان عينات عشوائية من مناطق مختلفة نأخذ السيرة الذاتية كنوع من خلق اكبر مشتركات ممكنة من اجوبة على هذا السؤال. بالمقابل نأخذ اكبر الفوارق التي لم تكن ضرورية في المنهاج من خلال الأجوبة على الأسئلة وما يمكن الاستغناء عنه ايضا يمكن أن نلحظ مفردات تم ايرادها على ألسنة الطلبة يمكن أن نوجهها على شكل أنشطة. بذلك يصبح المنهاج نهاية متطورة شاركنا فيها المعلم والتمعلم. وفي نهاية كل درس يكتب الطالب بدائل التقويم عوضاً عن صيغة الأسئلة والتدريبات بالسيرة الذاتية التي تعتمد على طرح مجموعة من الأسئلة التي يطرحها الطالب على نفسه وتبدأ: (انا الطالب فلان الفلاني من الصف السابع مدرسة كذا استفدت من درس ما كذا).. وعلى سبيل المثال تقدير الذات او من درس: وطني الذي أحب، او من درس المقاومة، وهذه دروس أخذها سابقا.‏

فيما السؤال الثاني يركز على الأفكار التي رآها الطالب ضرورية فتعلمها ولا يمكن الاستغناء عنها لذا يقوم باستنساب الأفكار التي يراها أكثر ضرورة وأهمية وحاجة لها فيتم تضمينها. ويضيف الدكتور مظلوم انه من خلال ما طرح في المنهاج اعطي الطالب الحرية من ناحية الأفكار التي لا ضرورة لها في الدرس.‏

كما تم طرح بعض الأسئلة مثل: ماذا استفدت وماذا لم تستفد او تعتبره ذا فائدة وأهمية؟ وما علاقة ما تعلمته في حياتك المعيشية وهل ترتبط بموقف من المواقف التي تعلمتها بشكل مباشر؟‏

ويلاحظ هنا الأفكار والأسئلة المطروحة تتناسب مع العمر الزمني والعقلي للمتعلم ضمن الإطار الذي يعيشه في الحي والأسرة والمجتمع من خلال مشاهداته. و السؤال الأخير هو أن نضع دائما وابدا بعد طرح مجموع الأسئلة والإجابات تصورات لحياتك وهدفك.‏

اعطِ رأيك في وطنك الذي تحب (على سبيل المثال) هدفنا أن يصل الطالب إلى مرحلة يتمثل فيها هذه القيم والمعارف والأفكار التي نحاول غرسها في اذهان طلابنا كي تبلغ مبلغها وتحقق فائدتها ونتائجها المرجوة، كمضمون ومعنى هذا البيت من الشعر:‏

اني لأبذل انفاسي بلا ثمن ..حتى اراك كما اهواك يا وطني‏

بمعنى كنا دليلاً ومرشداً حتى نوصله لفكرة معينة في حب الوطن والانتماء الوطني.‏

وحول حضور المعلم ودوره الإيجابي في انضاج العملية التربوية، بين الدكتور مظلوم أن المعلم قولا واحدا في كل زمان ومكان لا يمكن اغفال دوره كما حجر الرحى وهذه الأنشطة ما لم يوجهها المدرس بالشكل الصحيح وييسرها ويسهلها فلا تحقق الصورة المرجوة منها والهدف المنشود. لان المعلم مهمته تيسير العملية التعليمية اي يوجه ويعزز حين تكون الإجابات صحيحة والأفكار منطقية ما يخلق دافعا محرضا وايجابيا عند الطالب للتعلم وبعد أن كانت مهمة المعلم نقل المعرفة مباشرة أصبحت مهمته كيفية الاشراف على إدارة هذه المعارف وتعامل المتعلم معها.‏

ونوه أن مادة التربية الوطنية يتم إعطاؤها من قبل مكلفين وإداريين في المدرسة ومن اجازات مختلفة، لذلك حاولنا تجاوز هذه العقبة حين وضعنا الأنشطة للطالب كي يكون قادرا على تطبيقها فهي لا تحتاج إلى خبرة واسعة وإنما تحتاج إلى معلم مؤمن بما يعطيه. وهذه المشكلة التي نعاني منها جميعا أننا نعتنق آراء لا نؤمن بها لذلك يجب أن يكون دور المعلم معلما وان يتمسك كل انسان بدوره ويتحمل مسؤولية الوقوف أمام الطلاب، لافتا أن نسبة ٦٠ بالمائة من مادة التربية الوطنية لا تعطى من قبل مدرسين مختصين وإنما تضاف إلى التاريخ والجغرافيا والدراسات الاجتماعية تكملة نصاب.‏

وبهذه الحالة عندما وضعنا منهاج التربية الوطنية أخذنا بعين الاعتبار الحالة الوطنية والقدرة على التعامل مع مفردات المنهاج بكل يسر ومحبة فهي تعتمد على المراجعة الذاتية للاسئلة المطروحة في إطار التقويم الشامل، بمعنى الطالب يعمل لنفسه عبر التقويم الذاتي في اي موضوع من مواضيع الكتاب.‏

يذكر أن كتاب التربية الوطنية سيطرح في العام القادم على مستوى القطر وهو حاليا في المراحل الأخيرة من التأليف(مرحلة التقويم) وعدد صفحاته ما يقارب المائة ضم ١٦ درسا كل درس يتألف من اربع وحدات وكل وحدة اربعة دروس وكل درس اربعة أنشطة.‏

وقد بلغ عدد أعضاء اللجنة ١٤ عضوا من كل مديريات التربية في المحافظات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية