تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبر الواقع

عين المجتمع
الثلاثاء 13-2-2018
لينا ديوب

للواقع لغة تختلف عن لغة التحليل والتفسير مهما تجمعت لدى المفكر والخبير أدلة ومعطيات ليثبت وجهة نظر وينفي أخرى، ليعطي صورة ولو تقريبية عن حادثة ما، أو آثار حدث.

أقول هذا وأقصد به يومياتنا نحن الأسر الذين نعيش خوف الحرب وغلاء المعيشة وغش التجار وتوقف المدارس لفترات، وكل ما يمكن أن تسببه الأعمال الارهابية التي عشناها من القاء قذائف الهاون علينا نحن المدنيين أو حوادث الخطف.‏

نحن لم نتوقف عن الحياة، بل تحايلنا على كل سبب يمنعها، حتى على الموت نفسه، كنا نكبر على ألم الفقد ونحتمي بالإيمان أن الموت حق، ولم نزل نشجع أبناءنا بأقصى ما نملك لمتابعة التعليم، في أوقات كثيرة ننام في غرفة من البيت نعتقد أنها أكثر أمانا من غيرها، وفي أوقات أخرى تنفد المؤن وحتى المال اللازم للشراء ورغم ذلك نتدبر أمرنا.‏

في المناطق الأكثر خطورة بقيت حياتنا مستمرة، استطعنا انقاذ من يحتاج لانقاذ حياته بحالة اسعافية، لدينا أبطال بالدفاع المدني وفي غرف اسعاف المشافي.‏

وها نحن مستمرون، ربما لانملك قدرات خارقة، لكن ان تعبنا ننهض من جديد، وبنهوضنا ينبت أمل جديد بنهضة مجتمعنا وبلدنا.‏

ربما أيضا على المستوى البعيد الأمد أو الاستراتيجي تكون الآثار السلبية أسوأ مما نكتب اليوم لنقوي أنفسنا، لكن من يملك جذوة مقاومة الموت، لن يفوته شغف إحياء الحياة، شرط وجود حكومات تعمل بجد تستمع لما يقوله المحللون وفي قلبها وأعينها نحن ملح الحياة وحبر الواقع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية