تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أين البدائل ؟

الكنز
الأربعاء 27-3-2013
وفاء فرج

لاشك أن الخسارة التي تعرضت لها وزارة الصناعة في الأقطان وحدها والبالغة أكثر من عشرين مليار ليرة نتيجة تعرض المحصول للسرقة والحرق من قبل المجموعات الإرهابية كشف عن وجود خلل في الجاهزية وتأمين البدائل خلال الأزمات

والتي يفترض أن يكون هناك أماكن أخرى تنقل إليها الأقطان ؛وتكون حلول بديلة تضمن حماية الأقطان خاصة انها تكلف الدولة المليارات ومنع شبح التوقف عن معامل النسيج والغزل ؛وبالتالي توقف مصانع الألبسة بكافة أنواعها الصغيرة والمتوسطة والتي يشكل القطن والنسيج مادتها الاولية.‏

ولا يختلف محصول القمح عن الأقطان الذي تعرض هوالآخر للنهب والسرقة وبيعه في تركيا بأرخص الأثمان،حيث كان يتطلب ومن خلال مجريات الأحداث والاتجاه الذي تسير فيه أن يكون هناك صوامع احتياطية ومخازين منتشرة على مساحة كافة المحافظات في حال كان هناك مكان أكثر أماناً من غيره يتم نقلها إليه ؛وبالتالي نكون قد حصنّا هذا المحصول وغيره من المحاصيل من أي اعتداء وخاصة أنه من المحاصيل الإستراتيجية والأساسية التي تدخل مباشرة في معيشة المواطن.‏

وما ينطبق على المحاصيل الزراعية ينطبق على المنشآت الصناعية التي تم إقامة اغلبها في أماكن جغرافية محددة كما هو الحال في منشآت حلب التي تم إنشاؤها في مناطق صناعية بعينها؛ الأمرالذي جعلها الأسهل للسرقة والنهب والاعتداء من قبل العصابات المسلحة، ولا نعرف في علم الاقتصاد إذا كان تجميع المعامل في منطقة واحدة أفضل أم لا ،خاصة أنه في حالات الحروب يعرضها للدمار الجماعي ويعرض الاقتصاد للانهيار ؛وبالتالي يجب التوقف عند هذا الموضوع ودراسته خاصة ان تجميع المصانع في المدن الصناعية وإلغاء المناطق الصناعية جاء بقرار من وزارة الادارة المحلية وبالتالي لابد من التوصل إلى حلول تحافظ على المنشآت الصناعية وغير الصناعية والتي تشكل العمود الفقري ليس لاقتصادنا فحسب وإنما لأي اقتصاد في العالم ؟!!‏

إن ما أفرزته الأزمة من نتائج وتداعيات سلبية تؤكد الحاجة للوقوف عندها مطولاً وخاصة تجاه ما لمسناه من إهمال وتقصيروقلة حيلة في تأمين البدائل للمحافظة ليس فقط على محاصيلنا الإستراتيجية وإنماعلى منشآتنا الصناعية لاسيما الدوائية منها والخدمية إضافة لعدم وجود خلية أزمة تعالج المشكلات فور حدوثها وقبل استفحالها وكأننا لسنا في ازمة!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية