تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعيداً عن العرب ...

الصفحة الأولى
الأربعاء 27-3-2013
أسعد عبود

أقدم حمد بن خليفة في وسط عربي خارج عن التغطية، مصاب بالوجوم المدهش، على توجيه ضربة قاصمة لمؤسسة القمة العربية المنعقدة مرة أخرى في مشيخته، لعلها الدورة العادية الثالثة في أربع سنوات تعقد في قطر، حتى لتبدو عاصمة العرب انتقلت من القاهرة إلى دوحة آل خليفة.

كان يحق لحمد أن يدعو أياً من المعارضة السورية للتحدث أمام القمة، لكن أن يدعو أحد أطياف المعارضة بصفته ممثلاً « وحيداً » لكل الشعب السوري ويخوله حق احتلال مقعد سورية الدولة !!! فهذا لا يجوز له ولا لغيره لأنه يخالف ميثاق الجامعة وكل المواثيق الدولية المشابهة، وبتقديري أن ضربة حمد أصابت الائتلاف أيضاً في الصميم!! فهؤلاء الذين يرون أنفسهم حراس الديمقراطية الموعودة من نضالهم المزعوم، كيف قبلوا على أنفسهم أن يشطبوا كل أطياف المعارضة الأخرى وأطياف الموالاة أيضاً وهم الأكثرية دون شك، ليتحدثوا باسم سورية وقد احتلوا مقعدها بالمكر القطري والمكائد التي أدمنتها هذه المشيخة الغازية، التي ما كانت لتستضيف القمة بهذا التواتر اللامنطقي لولا ولوجها بعيداً في سياسة المكائد لتبني لدولتها القزمة طيف دولة عظمى!.‏

ولعل خلف الأكمة ما هو أشد وأدهى؟! أذكّر هنا بتعدد استضافات الحسن الثاني ملك المغرب السابق لقمم عربية واسلامية ليتبين فيما بعد أن خلف ذلك ميكرفونات سرية مفتوحة تصل كل ما يجري بالموساد مباشرة. هل يفسر ذلك سبباً لتأخر الربيع العربي عن المغرب وكانت أكثر الدول المرشحة إن كان هو طريقاً للديمقراطية والحقوق السياسية؟‏

ثم ...‏

تتولى قطر اليوم رئاسة العمل العربي المشترك لعام كامل يفتح لربيع المكائد والتآمر بقيادة حمد وتابعه نبيل العربي، ليس ضد سورية فحسب بل ضد كل من يسأل أو يتساءل عن حقيقة الدور القطري بمن فيهم المملكة السعودية وغيرها... لكن سؤالنا المشروع يعني سورية فقط:‏

ماذا نفعل؟! وكيف نواجه هذه الحقيقة؟... نحن كوطن وكشعب موالين ومعارضين، كل المعارضين خارج الائتلاف وطبعاً بينهم هيئة التنسيق، كيف نواجه أن لا تمثيل راهناً لنا في جامعة الدول العربية، وكيف نتدارك ما يخبئه لنا الظرف القائم من تآمر فعلي على وطننا يقوده حمد وتابعه نبيل العربي؟؟‏

طبعاً لا تتوافر لدي الاجابة الدقيقة عن هذا السؤال لذلك أقول: نجتمع لنقرر.... نجتمع حكومة وكل المعارضات خارج الائتلاف على قدم المساواة في الرأي وطرح الحلول دون حدود وصولاً إلى سورية جديدة، تقود حكومتها عملية إيقاف العنف والارهاب.‏

وحتى نصل إلى تحقيق مثل هذا الحلم، أرى أن الحكومة السورية معنية اليوم وبشكل جدي ودقيق بالخروج المدروس الهادئ المتدرج من كل مؤسسات جامعة الدول العربية واستبدال ذلك بالعلاقات الثنائية الصحيحة مع الدول العربية، والتعامل بعيد المدى مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى مثل منظمة دول « بريكس » التي تعقد هذه الأيام قمتها في جنوب افريقية.‏

أقول بصراحة متحسساً مشاعر العديد من السوريين: لقد آن الأوان لينزل السوريون عن كاهلهم عبء العرب... وجامعتهم البائسة... وخليجهم ونفطهم وسنبقى ننتظر عودة مصر.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية