تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد انتهاء الصلاحية..؟

آراء
الخميس 28-3-2013
 هنادة الحصري

كثيرا ما ينتابني الشعور بالقرف والغثيان لأولئك الذين تتبدل جلودهم عندما تتركهم السلطة.. هم كثر منزرعون بيننا لا قيمة عليا تتصدر يافطة حياتهم، حتى إنهم فقدوا احترامهم لأنفسهم بعد أن فقدوا احترام العالم.

نذكر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بعد أن ترك الرئاسة التفت الى هدف سام وهو الاهتمام بأطفال العالم الثالث - ماعدا الأطفال العرب- صحيا، اجتماعيا، اقتصاديا عن طريق حملة جمع المال لهم.. ولا ننسى كيف تغيرت تصريحاته فأصبح الانساني الأول وياله من إنساني دمّر العراق وأمدّ إسرائيل بكل أدوات القتل.‏

يأتي اليوم لنفاجأ برئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي لم يشأ وحليفه بوش تضييع الفرصة وذلك لفرض الديمقراطية الشاملة بمنطقة الشرق الأوسط تجسيدا لحلم المحافظين في الولايات المتحدة مع جعل أمن اسرائيل في سلم الأولويات، بلير يمتلك قناعة راسخة بأنه وحده على حق والباقون على خطأ وأنه أنقذ الانسانية من خطر رغم أن 52% من البريطانين يعتقدون أن بلير قد تعمد الكذب لتوريط بلاده في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. نراه يحذر الغرب من أنه ينام فوق بركان من التطرف الاسلامي ولاحظو معي أنه رفض مقولة الاسلام ليس دين سلام، وقال: «أنه ينبغي اتاحة الفرصة أمام الدين الاسلامي لكي يتطور مثلما تطورت الديانة المسيحية وأعرب عن أسفه لأن سياسة مكافحة الأصولية التي اتبعتها حكومته أصبحت غير مرغوب فيها اليوم». وقال: « علينا أن نقبل التطرف بقبول مقولاته والاختلاف فقط مع أساليبه العنيفة» ، فما هذه الازدواجية؟.‏

وراح بلير الى القول إنه من هذا المنطق فإنه بإمكان الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام أن تتعايش من خلال ما هو مشترك بينها حتى أنه أصبح يقرأ في الكتب السماوية الثلاثة مدعيا انه يريد اغناء ثقافته الروحية !...‏

و قال: إنني انظر الى القرآن كشخص من الخارج، فهو يندرج ضمن تقاليد النبوءات العظيمة التي تحاول اعادة الناس الى المبادئ الأساسية للحياة الروحية آخذين بعين الاعتبار الوقت الذي نزلت فيه تلك الدعوة غير العادية، توجد فيه اشارات الى مريم أكثر مما في الأناجيل «.‏

و تظهر ازدواجيته أكثر حين يعارض نظرة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الاسلام لأنها تقوم على أساس التعاون مع « الأشخاص الغلط « من دون أن يوضح قصده.. ويؤكد بلير انه يقرأ القراّن كل يوم لفهم الأمور التي تحدث في العالم كونه مفيد جداً في الدرجة الأولى وتأتي لورين بوث شقيقة زوجة طوني بلير لتقول: «توني بلير هو توني بلير» في اشارة الى اتخاذه موقفا معاديا من الاسلام فما هذا التناقض؟...‏

يجدر بالذكر أن طوني بلير فُرض فرضا على الرباعية بعد أن أنهى رئاسة مجلس الوزراء ببريطانيا، وبعد أن انتهى سياسياً في بلده وبعد أن أصبح عاطلا عن العمل يتقاضى 150 الف دولار شهريا مقابل عمله اضافة الى مؤسسته التجارية التي أنشأها وعن دعابة تتناقلها الصحافة الغربية عن اجتماع لبلير مع أوباما عندما سألهما أحد الصحفيين ما هي القرارات التي اتخذتموها أثناء اجتماعكم رد أوباما: قررنا قتل 20 مليون مسلم وطبيب أسنان واحد فقط سأل الصحفي بدهشة لماذا طبيب أسنان واحد ابتسم أوباما والتفت الى طوني بلير ألم أقل لك أن أحداً لا يهتم بـ20 مليون مسلم.. هذا هو الغرب ونحن العرب لا وقت لدينا لنفكر بخلاصنا..‏

ترى ما المفاجأة التي يخبئها لنا أوباما بعد انتهاء ولايته وهل سيكون هناك تحول جذري في قناعاته وبالتالي سلوكه؟!..‏

hhousri@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية