تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية الأم.. أبناؤها حماة الوطن

آراء
الخميس 28-3-2013
الشيخ حسن حيدر الحكيم

في كل مدينة أو قرية أو حتى زقاق كنت أشهد بقلبي المكسور ودمعي النازف حفلات زفاف شهدائنا الأبرار الأبطال وهم يزفون إلى كنف التراب الذي خرجوا منه تراب

سورية الغالية ومع كل زفاف كانت روحي تتلمس سبحانية الله عز في علاه وروعته بزغاريد الأمهات اللاتي فقدن فلذات أكبادهن وحتى بزغاريد وأهازيج الصبايا مشروع أمهات المستقبل وهن يزغردن حفاوة بأبناء سورية العائدين بشهادات الشرف لحضن سورية الأم التي تعلق شهادات العز والإباء كلما اكتنف ترابها المقدس شهيداً لتعمد بدمه وجرحه وغفوة عينه التلال والجبال والبراري والأنهار وحتى السماء لكن في آذارنا هذا كان لعيد الأم اعتبار جديد!!.‏

فأي أم نعايد أم حملتنا وأنجبتنا وهي بحق تستحق العبادة وليست المعايدة فقط أم نعايد أماً نحتت التراب لتصنع الطبيب والمهندس والضابط والمحامي والمعلم و.. ثم قدمت الجميع على مذبح الوطن كقرابين المهم أن تبقى سورية الأم ألا تسقط سورية القلعة ألا تباع سورية للغرباء وللخونة، هذه الأم هي أم مقدسة بحق لأنها أولاً وآخراً أعظم عنوان لسورية الأم.. سورية التي تشبه في خيرها وجمالها ورقتها سنابل القمح أم تنجب أولادها للوطن وتربيهم للوطن وتعلمهم للوطن وتحمي بدمائهم الوطن، فهذا هو شرط الأم الوطنية: فأين المرأة العربية اليوم؟! أم إن الربيع المشبوه الذي زحف إلينا من أقبية مخابرات الغرب ومختبرات الموساد قدم لنا أصحاب اللحى والذقون وهم يجرون خلفهم تحت عنوان المجتمع المتعصب والمتدين (امرأة المائدة) (جارية الطبخ والنفخ خدينة الفراش وصفية المتعة وسجينة التخلف كما رأيناها في دراما البيئة المشبوهة) أو أن يقدم لنا بمال النفط واعلامه المشبوه وترويجه تحت عنوان المجتمع الملتحق بالحضارة (امرأة البار) (قطة تموء وهي تعرض مفاتنها كقطعة حلوى معدة للبيع وهي من نصيب من يدفع أكثر امرأة الاستهلاك نزيلة المولات التجارية متتبعة الموضة مبددة المال والشرف تسير وخلفها حاشية من الخدم إن اشتراها غني أو في البارات والمقاهي تصطاد شاريها..‏

ولا شيء آخر كما رأيناها في دراما لا تعرض سوى تفاصيل ممثلات صبايا بأزيائهن ودراما النساء الأتراك وفضائحهن!!) وكلتاهما مسوخ في الثقافة والاعداد والمهمة الوطنية نعم فالكثير من أعداء الأمة وخصومها لا يرغب أن يرى الأم الوطنية الأم الحقيقية أماً تخرج من تراب وطنها ومن سهله ووعره لتصنع الوطن كما أنجبها هذا الوطن أم مفكرة وحرة ومنيعة وبناءة وشريفة ومنتجة ونزيهة كالأم السورية التي أنجبتها سورية الأم فهم وأعني أعداء الوطن والخونة ومن يمولهم ومن يحرك بإظفره من يمولهم يريدون أن يروا المرأة العربية إما سجينة وإما راقصة وأبعد ما تكون عن الأم وقدسية مهام هذه الأم فهم يريدون المرأة اللاشيء الإمعة إمزأة تموء وتصيح (ابن عمي) باذلة مظاهر الطاعة والخنوع أما سورية الأم سورية الوطن الحر الأبي فهي ترسم نفسها بالأم الحرة الوطنية الأم السورية العظيمة الزوجة والمرضعة والأم والبنت الفنانة صاحبة البيت والمنتجة الطبيبة والممرضة الكاتبة والمحامية والمزارعة والموظفة التي تعيش مع براعم حديقتها وتعشق طيور صحرائها تنجب الأولاد بكل اخلاص كغزلان الصحراء وتقوم بدور الأم الخرافي وتبقى وفية لزوجها كأنثى الحمام وقد وهبت حريتها إلى رفيقها وشريك حياتها مقابل الحب والصلاح (تهبها لا تسلبها لأنها بالأصل تمتلك حريتها) تبذر البذور في أرضها بأناملها الحنونة وتهدهد ابنها بنفس الأنامل تسعد زوجها تحاصره بحنانها وحبها تسيج تراب وطنها بدمها ودم أبنائها تحمل نعش ولدها الشهيد إلى مثواه الأخير وهي تزغرد لتسرق منا أرواحنا وتنهب دمع عيوننا ولتتحدى امرأة اللاشيء الجالسة في بيتها لا تطبخ لا تغسل لا تفتح الباب لا تقري الضيف خادمة لا تنتج إلا الخدم الذين يحسنون السمع والطاعة لمن يدفع لهم أكثر أمية لأنها لا تفكر وجاهلة لا تقرأ الكتب ولا تقرأ الوطن ولا تقرأ سورية الأم العزيزة الأبية قطط قضين أوقاتهن بالغيبة والحسد والتظاهر والتنافس في المفاسد والتبذير وكيل التهم للغير والتكبر والادعاءات الفارغة والزهو والتذمر والدلع والغمز واللمز والكذب مشغولة دائماً عن كل حقيقة.‏

آذار جديد وربيع حقيقي تصنعه سورية الأم بكل أم زغردت ونحتت تاريخ الأمة بوفائها وتضحياتها وصبرها وايمانها الثابت بالنصر فكل عام وأنت بخير يا أمي.‏

كل عام وأنت بخير يا أم الشهيد، كل عام وأنت بخير ونصر يا سورية الأم.. وأبناؤك حماة الأمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية