|
مراسلون بحضور محافظ الحسكة اللواء معذى نجيب سلوم والمحامي حمودة يوسف صباغ ممثل السيد رئيس مجلس الشعب وأعضاء مجلس الشعب في محافظة الحسكة، وقد جاءت هذه الورشة النوعية ضمن الإجراءات العديدة التي تستهدف البحث عن أفضل الوسائل التي تضمن الاستقرار للسكان وإعادة الحياة للنشاط الاقتصادي والزراعي في محافظة الحسكة وتوفير متطلبات التنمية الحقيقية. وفي هذا السياق تحدث محافظ الحسكة حول مؤشرات التنمية الحقيقية الأساسية مشيراً إلى الرعاية الكريمة التي حظيت بها المحافظة وأهلها من السيد الرئيس بشار الأسد والاجراءات التي اتخذتها الحكومة لتطوير التنمية بالمحافظة وتجاوز آثار الظروف القاسية التي مرت على المحافظة حيث تم تشكيل لجنة لدراسة الأوضاع المعيشية للمواطنين وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة والتطوير ورفع المعاناة عن أبناء المحافظة. ونوه المحافظ إلى خطة الدولة في مجال التنمية الإقليمية المشتركة للمنطقة الشرقية ومتطلبات العملية التنموية التي يجب أن ترتكز على قاعدة الاستثمارات والمشاريع الكبيرة القادرة على توفير فرص العمل ورأى أن التنمية المطلوبة في محافظة الحسكة تحتاج إلى موازنة خاصة بالتنمية مؤكداً أن مشروع جر المياه من دجلة ينال كل الاهتمام وتتوافر له كل متطلبات البدء الفعلي بالتنفيذ. المشروع الأكثر أهمية: المحامي حمودة يوسف صباغ عضو مجلس الشعب أكد ضرورة المباشرة بالاجراءات التنفيذية لمشروع جر مياه دجلة والذي يعتبر المشروع الأكثر أهمية لمعالجة المشكلات التي تعاني منها محافظة الحسكة والناتجة عن حالة الجفاف والتصحر وأيضاً التفكير الجدي بجر قناة من نهر الفرات لتغذية وإحياء سرير نهر الخابور. خروج مساحات كبيرة من الاستثمار : صالح حويجة نائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة قال : إن الجفاف الذي تعاني منه محافظة الحسكة قد أدى إلى خروج مساحات كبيرة من الأرض من ميدان الاستثمار ،ما رفع من نسبة البطالة نتيجة خروج أعداد كبيرة من ساحة العمل الزراعي وتحدث عن الاجراءات المتخذة. والمتمثلة بتأمين مصادر اقتصادية إضافية تراعي التعدد في مكونات اقتصاد المحافظة بحيث تمتص المشاريع التنموية المنشودة اليد العاملة وتنوع مصادر الدخل. أزمة الموارد المالية: الدكتور وائل يوسف تحدث في المحور الأول من الورشة حول مشكلات الجفاف والتصحر ومستقبل الموارد المائية وأشار إلى مشكلات الجفاف وأثرها على مستقبل الموارد المائية وأسبابها الرئيسية والتي تنقسم إلى ثلاثة مسببات أساسية وهي التغيرات المناخية الأخيرة والمستقبلية المتوقعة وكذلك الاستثمار غير المخطط وغير الجيد للموارد المائية وإدارة الموارد المائية من حيث رسم السياسات الاستثمارية والاجراءات التنفيذية لتتوافق مع الحالة الراهنة. واقترح تشكيل وحدة أزمة تقوم بمهام أساسية تتمحور حول تقيم الوضع الراهن من خلال الجولات الحقلية والدراسات الموجودة حالياً وتحليل هذه المعطيات بشكل مدروس وضرورة إعطاء أولويات إلى المتضررين والتفكير بالثروة الحيوانية والمراعي المحددة لخصوصية أجزاء كبيرة من البادية السورية وخاصة جنوب الحسكة. التنمية البشرية في المنطقة الشرقية: وتحدث في المحور الثاني من برنامج الورشة الدكتور أكرم القش حول المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الفقر والتصحر وواقع مؤشرات التنمية البشرية في المنطقة الشرقية من حيث مستويات المعيشة والدخل والتعلم والصحة والهجرة وأوضح أن الأزمة تنموية أكثر منها بيئية فهي ناتجة عن ضعف المشاريع التنموية حيث كانت الأمور ارتجالية قديماً بسبب توفر المياه، وكل مشروع له جدوى اقتصادية واجتماعية ونفعية غير أن الجدوى الاجتماعية يجب أن تقدم على كل شيء ليبقى السكان في أماكنهم وتجمعاتهم السكنية دون حدوث ما يؤدي إلى خلل في هذه التركيبة السكانية. مدير زراعة الحسكة المهندس حسين بكور قدم عرضاً حول أهم المشكلات الزراعية والاحتياجات الحالية والاجراءات المتخذة في مجال الزراعة والري وأوضح أن إنتاجية المحافظة من القمح والقطن قد انخفضت بسبب الجفاف وانحباس الأمطار والجو السديمي وانحسار السدود ولابد من تأمين مصدر مائي لسريان نهر الخابور الذي خرج من الاستثمار، وبين بكور أن اجراءات المديرية حيال انتشار الجفاف قائمة حالياً حول التركيز على مشروعات الري الحديث من خلال أساليب التنقيط والرذاذ وغيرها وأن الخطة الزراعية للمحافظة توضع بالتنسيق مع دائرة الري ووفق المياه المتوفرة. كذلك قدم مدير الموارد المائية بالحسكة المهندس سمير مورا عرضاً حول الواقع المائي واحتياجات المحافظة من المياه سنوياً مشيراً إلى أن المحافظة تعاني من نقص كبير في الموارد المائية فالعجز المائي يفوق ملياري متر مكعب ولحل هذه المشكلة فإن الأمر يتعلق بتعويض النقص الحاصل في الموازنة المائية للمحافظة عن طريق تأمين مصدر مائي لتغذية مشاريعها في سرير نهر الخابور وهذا ما يتم عن طريق المباشرة بتنفيذ مشروع جر مياه دجلة ويتوقع أن يتم الإعلان عن محطة الضخ الرئيسية خلال النصف الأول من عام 2010 وأضاف مورا أنه لسد العجز المائي فإن الأمر يتطلب الإسراع بتطبيق تنفيذ المشروع الوطني للتحول إلى الري الحديث في الحسكة وإزالة كافة العقبات أمام الفلاحين التي تعوق تطبيق هذه التنقيات والتي سيكون لها دور كبير على المدى القريب في تقنين المياه بنسب تصل من 30-50 ٪ وحول واقع السدود أوضح أن الحد الأعظمي لمجمل السدود في المحافظة هو مليار متر مكعب وحالياً السدود كلها ضمن الحجم الميت نتيجة سنوات الجفاف التي مرت ويتم تأمين مياه الشرب للحسكة وللخابور عن طريق 116 بئراً في رأس العين. معاون مدير الصحة الدكتور خالد الخالد قال : لقد تعرضت محافظة الحسكة لتغيرات مناخية خلال السنوات الثلاث الماضية من شح في الأمطار والعواصف الرملية والغبارية ،ما أدى إلى تأثيرات سلبية على صحة السكان القاطنين في المحافظة وبالرجوع إلى سجلات المشافي العامة والتقارير الواردة من المراكز الصحية تبين وجود زيادة في بعض الأمراض وبالتالي زيادة في عدد المراجعين وخاصة مراجعي الأمراض التي تصيب التنفس الحاد التي تراجع المشافي أثناء العواصف الرملية. |
|