تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عفا الله عما مضى

الكنز
الثلاثاء 25-8-2009م
حازم شعار

تلوح في الأفق بوادر لحلحلة الواقع البائس لقطاع الطاقة الكهربائية في البلاد , وما تعيشه من حالة التقنين التي لم تعد منسجمة بأي شكل من الأشكال مع التطور الهائل الذي يجري في العالم .

فثمة مؤشرات واضحة لهذه الحلحلة منها أن الحكومة أتاحت للقطاع الخاص أن يدخل على خط انتاج الطاقة حيث تم الإعلان مؤخرا عن دفتر شروط لاستقبال عروض شركات خاصة لإنشاء محطة كهربائية في الناصرية وهي المرة الاولى التي تقدم فيها الحكومة على إفساح المجال امام القطاع الخاص للاستثمار في الطاقة , كما أن لدى الحكومة توجها نحو المصارف الخاصة في سورية لإنشاء تحالفات مصرفية كبيرة تمول مشاريع التنمية وبكفالة سيادية من الدولة على أن تكون البداية بمشاريع الطاقة الكهربائية وتأتي هذه الخطوة أيضا ضمن اهتمامات الحكومة بتأمين مصادر لتمويل مشاريع البنى التحتية في البلاد ذلك ان احد المحاور الاساسية للخطة الخمسية الحادية عشرة والتي تعمل الحكومة حاليا على انجازها هو اعادة تأهيل البنية التحتية السورية ومنها قطاع الطاقة .‏

وهنا يتبادر لذهن أي مواطن سوري السؤال البدهي التالي : أين كانت الحكومات المتعاقبة من معادلة العرض والطلب على الطاقة ؟ ولماذا تأخرت في إيجاد الحلول ؟ بل ولماذا سمحت لأن يصل العجز في ميزان الطاقة الكهربائية إلى الوضع الذي نحن فيه الآن ؟‏

كلها أسئلة مشروعة باعتقادي وتحتاج إلى أجوبة ,وقد يكون من باب الاجابة القول : إن الخطة الخمسية العاشرة لحظت إقامة عدة مشاريع لإنتاج الطاقة لكن الظروف التي مرت بها المنطقة خلال سنوات الخطة والضغوط السياسية التي مرت على البلاد خلال الفترة الماضية حالت ، وحسب مصادر حكومية رفيعة المستوى ، دون توقيع هذه العقود .‏

قد يكون ما تقدم فيه جزء من الاجابة لكن الاجابة بعنونها العريض تكمن الان في ان الحكومة صحت لأمرها وعزمت على التلافي ، على مبدأ عفا الله عما مضى . H_shaar@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية