تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هناك من يصدقها؟!

حـــدث و تعــليـق
الثلاثاء25-8-2009م
ناديا دمياطي

آيلٌ للسقوط أو اقترب ، الرمز الاكثر قداسة للعرب و المسلمين ، هو المسجد الاقصى المبارك المستهدف بجريمة الهدم بعد احراقه لينهض على انقاضه هيكل مزعوم صنعته ماكينة الاعلام الصهيونية ،

بالغاء حقائق تاريخية مُسلم بها في زمن بعيد لم يعد الكثيرون يعنيهم الدفاع عن الحق و الحقيقة ، ويبدو حتى من العبث التذكير فيه بقرارات الشرعية الدولية ، بعد ان اثبتت اسرائيل قدرتها على الالتفاف و التنصل من مسؤولياتها و التزاماتها تجاه كل الحقوق العربية المشروعة.‏

جريمة اسرائيل بإحراق الأقصى قبل 40 عاما كانت البداية لدفن الحقوق العربية ولدفن حقيقة تاريخية يقف المسجد شاهدا عليها فالقدس المدينة العربية التي ظلت 14 قرنا تحتضن كل الاديان و العبادات والمقدسات ورمزا للتآخي ، يريدها الصهاينة يهودية خالصة وعاصمة ابدية لاسرائيل؟!‏

النيران التي احرقت ثلث الاقصى مازالت مشتعلة يغذيها الحقد و التطرف وهي اليوم في مرحلة اخطر لمخططات هدم المسجد واستكمال تهويد القدس بتهجير الفلسطينيين الذين اشعلوا انتفاضة الاقصى بشرارة احراقه عام 1969.‏

وكما القضية الفلسطينية كلها في خطر و القدس في عين اعصار التهويد ، فان الاقصى في خطر داهم يستدعي صحوة عربية اسلامية وحتى عالمية قوية حتى لايتحول بالتراخي لمجرد متحف للذكرى بالغاء ماضيه وتشويه حاضره و قطع كل صلاته مع المستقبل بما يحمله ذلك من مخاطر العنف و التطرف في المنطقة كلها.‏

لامفاوضات، ولاتسوية ولاسلام دون وقف الاستيطان وهذه حقيقة بدأ البيت الابيض مرورا بكل بيوتات السياسة الدولية يضغط لاجبار اسرائيل عليها برغم ازدواجية المعايير . لكن حكومة نتنياهو تتحدى و تصعد بتوسيع الاستيطان في القدس وتستفز الفلسطينيين بتدريبات جيشها على تسلق جدران الاقصى و تعد خطة لتقسيمه بين المسلمين و اليهود ؟!‏

حقائق لم تعد سراً وهي على وشك التطبيق مايستدعي صحوة تضامنية للانتصار للاقصى تتطلب اكثر من الصلاة و الدعاء لحماية إلهية له ، تتطلب الوعي الشعبي و خطابا اعلاميا عقلانيا للعالم الذي تضخ له الماكينة الاعلامية الصهيونية المعلومات المزيفة عن القضية الفلسطينية كلها و هناك من يصدقها لأننا غائبون او شبه غائبين!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية