|
أبجــــد هـــوز أن تتحول الزاوية إلى منشور فهذا الأمر يسرني و يؤكد أنه رغم عصر الفضائيات و الانترنت فالكلمة المكتوبة تأخذ مكانها الحقيقي حين تجمع بين أمرين : وهما معالجة الوجع العام و احترام ذائقة الناس وعقولهم. ولكنه في نفس الوقت يحملني عبئاً كبيراً وهو الاستمرار في تقديم مستوى اعتاد الناس عليه ،وليس هناك من كاتب يستطيع دائما تقديم نفس المستوى ، هذا إذا لم نأخذ الظروف الاقليمية و الدولية المحيطة بي و الهجمة الامبريالية الشرسة التي أتعرض لها. الكتابة عندي رسالة و ليست خيارا ،كل شيء أعالجه بالقلم ، حتى إذا أردت إيقاظ زوجتي لتذهب الى وظيفتها أكتب لها ورقة واضعها جانب وسادتها « استيقظي صارت الساعة 7» . ولم أكتب يوما من باب « مايطلبه الجمهور » إنما أكتب من باب ماأطلبه أنا ، وحين يتوافق هذا مع مايطلبه الجمهور ، أكون واحداً من الجمهور وليس بائعاً له . و الدليل أني لم أغير جلدي ولا قناعاتي منذ ثلاثين عاماً ، وليس هناك أسهل من تغيير كل شيء لواخترت الحل الفردي. جدنا المعري التنوخي الذي يحاول البعض اعتباره كاتبا إدلبيا مع أنه لم توجد منطقة اسمها ادلب إلا في منتصف القرن الماضي حيث كانت المنطقة كلها يطلق عليها «بلاد حلب». اختصر المعري هذه المعادلة أي رسالة الكاتب حين قال: فلا هطلت عليّ ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا وجاءت الحكومة لتعارض المعري بقصيدة عصماء تقول فيها: فلا فرضت عليّ ولابأرضي ضرائب ليس تنتظم البلادا |
|