تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دردشة

أبجــــد هـــوز
الثلاثاء 25-8-2009م
فواز خيــــو

وردني من عدة مناطق من دمشق و غيرها أن بعض باعة الصحف وحين تنفق الجريدة ، ينسخون زاويتي على الفوتوكوبي ويوزعونها على القراء بخمس ليرات.

أن تتحول الزاوية إلى منشور فهذا الأمر يسرني و يؤكد أنه رغم عصر الفضائيات و الانترنت فالكلمة المكتوبة تأخذ مكانها الحقيقي حين تجمع بين أمرين : وهما معالجة الوجع العام و احترام ذائقة الناس وعقولهم.‏

ولكنه في نفس الوقت يحملني عبئاً كبيراً وهو الاستمرار في تقديم مستوى اعتاد الناس عليه ،وليس هناك من كاتب يستطيع دائما تقديم نفس المستوى ، هذا إذا لم نأخذ الظروف الاقليمية و الدولية المحيطة بي و الهجمة الامبريالية الشرسة التي أتعرض لها.‏

الكتابة عندي رسالة و ليست خيارا ،كل شيء أعالجه بالقلم ، حتى إذا أردت إيقاظ زوجتي لتذهب الى وظيفتها أكتب لها ورقة واضعها جانب وسادتها « استيقظي صارت الساعة 7» .‏

ولم أكتب يوما من باب « مايطلبه الجمهور » إنما أكتب من باب ماأطلبه أنا ، وحين يتوافق هذا مع مايطلبه الجمهور ، أكون واحداً من الجمهور وليس بائعاً له . و الدليل أني لم أغير جلدي ولا قناعاتي منذ ثلاثين عاماً ، وليس هناك أسهل من تغيير كل شيء لواخترت الحل الفردي.‏

جدنا المعري التنوخي الذي يحاول البعض اعتباره كاتبا إدلبيا مع أنه لم توجد منطقة اسمها ادلب إلا في منتصف القرن الماضي حيث كانت المنطقة كلها يطلق عليها «بلاد حلب».‏

اختصر المعري هذه المعادلة أي رسالة الكاتب حين قال:‏

فلا هطلت عليّ ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا‏

وجاءت الحكومة لتعارض المعري بقصيدة عصماء تقول فيها:‏

فلا فرضت عليّ ولابأرضي ضرائب ليس تنتظم البلادا‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية