|
TIMES وإذا بقوات هذا الحلف تندفع لوضع خطتها الجديدة موضع التنفيذ والمتعلقة ببناء أمة تدافع عن كيانها وتقهر هزيمتها المتكررة أمام هجمات كل من القاعدة وحركة طالبان، لذلك يتوجب على إداري الناتو والإيساف تغيير استراتيجتهما وتكتيكهما التي عملت بها في الماضي بعد سنوات على فشل عدد من أعضائها وخاصة الولايات المتحدة في مواجهة اتساع رقعة التمرد في أفغانستان، فدول التحالف تفتقر إلى وحدة الهدف لتجهير عدة فرق عسكرية مشتركة تضعها تحت تصرفها بعد أخذ عدوها كما تلقبه زمام المبادرة على أرض المعركة لقرابة عقد من الزمن وقد دفع فشل دول الحلف في تزويد قواتها المرابطة في أفغانستان بالمعدات والتجهيزات اللازمة لتحقيق انتصارات هناك واشنطن لزج قوات إضافية قوامها 45ألف عنصر في أفغانستان مؤخراً. ويصرح «أنطوني غوردمان» الأكاديمي الأميركي والعضو في فريق يسوي النصائح للجنرال «ستانلي ماكريستال» الذي يتولى مسؤولية إدارة قوات الناتو في أفغانستان قائلاً: لمواجهة التهديد الذي تشكله حركةطالبان يجب زيادة حجم الجيش الوطني الأفغاني لتصل قواته إلى 240 ألف عنصر. وجاءت توصيات «غوردمان» لتعكس رؤسة «ماكريستال» بعد أن قام بتقديم نتائج بحث مؤلف من 60 صفحة حول استراتيجية الأطلسي في أفغانستان إلى واشنطن ويتلخص البحث بإرسال تسعة فرق عسكرية مؤلفة من 45 ألف جندي أميركي بالإضافة إلى 21 ألف عنصر مقاتل إلى هناك وكان الرئيس أوباما قد أقر إرسالها إلى أفغانستان، وهكذا يبلغ عدد إجمالي القوات العسكرية الأميركية المتواجدة في أفغانستان مئة ألف ويقترب هذا العدد من عدد القوات الأميركية التي تم نشرها في العراق. ويعتقد الجنرال «ماكريستال» إنه يجب إرسال تسعة فرق إضافية إلى أفغانستان من خلال ممارسة الضغط على الحكومة البريطانية لتدفع بتعزيزات جديدة لقواتها ويبلغ قوامها الآن 9000 جندي ، وفي مقالة نشرتها صحيفة التايمز قال «غوردمان» العضو في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية: قد يخسر المتمردون الأفغان المواجهات التكتيكية أمام قوات الناتو إلا أن تأثيرهم يتسع حالياً في المناطق الأفغانية على صعيد تواجدهم في 30 من أصل 364 منطقة أفغانية منذ عام 2003 وارتفاع تلك المحصلة نهاية عام 2008 مع ازدياد هجمات المتمردين بنسبة 60٪ ما بين شهري تشرين الأول 2008 ونيسان 2009 ويضيف «غوردمان» يجب على الناتو تغيير استراتيجيته والتكتيك الذي كان ينتهجه خلال السنوات الماضية التي سجلت فشل دول أعضاء الناتو وخاصة الولايات المتحدة في التعاطي بشكل جدي مع المتمردين. وتشمل القوات التي تم تعزيزها ووافق عليها أوباما 8 آلاف عنصر من المارنيز وصلوا إلى هلمند ليأخذوا مكان القوات البريطانية شمال هذا الاقليم الأفغاني إلى جانب 4000 جندي أميركي تابعين للفرقة الخامسة وصلت مؤخراً إلى هلمند، ويؤكد كذلك «غوردمان» على نجاعة الاستراتيجية التي وضعها «ماكريستال» المرتبطة بالجيش الأفغاني الوطني قائلاً: إن الخفة المعتمدة في زيادة عدد القوات الأفغانية إلى 134ألف عنصر غير كافية ويجب مضاعفة هذا العدد إلى 240 ألف عنصر بحلول عام 2014 كما يجب زيادة عناصر الشرطة الوطنية الأفغانية البالغ عددها 82000 ألفاً ليصل عددها إلى 16000 شرطي ولتحقيق هذه الغاية يحتاج الناتو للمساهمة بمزيد من القوات لتدريب الشرطة الأفغانية. يقول «ديفيد ريتشارد» رئيس الأركان العامةللجيش البريطاني: إن تعهد بريطانيا تجاه أفغانستان قد يمتد من ثلاثين إلى أربعين سنة القادمة رغم توقعه استمرار بقاء القوات البريطانية في أفغانستان نصف هذه المدة المذكورة، وقد أعرب أحد قادة الجيش البريطاني السابقين عن رأيه حول هذا الموضوع قائلاً: من الصعوبة بمكان إيفاء حكومات لندن القادمة بتعهداتها بشأن دعم أفغانستان في المستقبل ولعقود من الزمن في حال وافق الوزراء البريطانيون علي تقليص ثلاث فرق من عدد مشاتهم المرابطين هناك هذا ويرى رئيس الأركان البريطاني العام «روجردليلر» وشغل هذا المنصب بين الأعوام 1997 و2000 أنه من غير المنطقي تقليص حجم كتيبة المشاة في الوقت الذي تعاني منه قوات الجيش البريطاني في أفغانستان من إصابات كثيرة في صفوف جنودها هناك وكان قد تمت موافقة لندن على استمرار مهمة القوات البريطانية في اقليم هلمند لعدة عقود قادمة مع العلم أن وزارة الدفاع البريطانية لن تدخر إلا مقداراً محدوداً من الأموال لتغطية نفقات هذه المهمة. |
|