تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


افتــــراس

الصفحة الأولى
الثلاثاء 25-8-2009م
خــالــد الأشــــهب

لو أن سام بن نوح نفسه كتبت له الحياة من جديد وقام من بين القبور بعد كل هذه الدهور , وانتقد إسرائيلياً لصار سام معادياً للسامية , أي لذاته ونسبه إلى أبيه , ولكان الإسرائيليون ساميون أكثر منه ومن أهل بيته !

«في اسبوع صار العالم مجنوناً» عنوان مقال نشرته صحيفة «افتونبلاديت» السويدية ويتحدث فيه رئيس تحريرها عن قصة الاتجار الإسرائيلي بأعضاء من أجساد الشهداء الفلسطينيين ويرد : « لست نازياً ولا معادياً للسامية »‏

مجردالاشتباه بإسرائيل تتاجر بأعضاء الفلسطينيين, حوّله الإسرائيليون إلى عداء للسامية .. الفزاعة التي ماترددت إسرائيل يوماً في رفعها بوجه كل من يفكر بانتقادها , رغم أن ما ارتكبته جماعياً بحق الفلسطينيين طيلة أكثر من ستين عاماً, يتجاوز بفظاعاته الأخلاقية والسياسية اتجارها بأعضائهم البشرية.. أفليست تقتلهم أولا قبل أن تتاجر بأعضائهم , وهل قتلهم أهون أخلاقياً وسياسياً من الاتجار بأعضائهم ؟؟‏

هذا حال الصحيفة السويدية التي نبست ببنت شفة فجن العالم عليها بالتحريض والدس الإسرائيليين , فماذا عمّن يفكر في إزعاج إسرائيل ؟‏

لا أشك لحظة واحدة في أن إسرائيل وحكومة نتنياهو المتطرفة يمكن أن تتردد يوماً في اتهام أميركا وشعبها ورئيسها بالعداء للسامية إذا ما واصل الرئيس أوباما حديثه عن السلام ووقف الاستيطان !‏

طبع الافتراس أن تنهش الأنياب من رعاها ورباها !!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية