|
فضائيات نعم.. وباء المصطلحات. تلك التي قامت الفضائيات الموغلة في التآمر وسفكِ الدمِ السوري, بتدنيس معناها وبتسخيرها للنطق بما يساير أهواء ضباع الفضاء الناشرين حقدهم وغدرهم وإجرامهم عبرها وعلى أثير هواها..
فهل أكثر شروراً من أن تقوم تلك الفضائيات بتفريغ مصطلحاتٍ مثل (الثورة, حرية, سلمية) من معانيها الحقيقية, لتحيلها إلى مفرداتٍ قاموسها الهيجان وعمقها البهتان الذي تركَ لحواشيهِ مهمة الدعوة إلى الفوضى والخراب والدمار والقتل والمجازر الوحشية.. إنها الشرور ذاتها التي جعلت تلك الفضائيات تقوم بتصنيع مصطلحاتٍ على طولِ وعرض لسانها ولسان من أسمتهم لجانِ تنسيق وشهود عيانٍ, وبما أرادت منه تنفيذِ ما يمليه عليها حقد وغدر وأطماع غربان المال وأعداء الحق والكلمة والوطن والإنسان. أيضاً.. هو اعتداءٌ على اللغة وإجرام أحلَّ هدر حقّها. هو انعدام شرفِ فضائيات الكذب والتحريض والتضليل التي جاهدت لنشرِ عبيدِ باطلها ومبتغاها كرجالِ دينٍ مأجورين بالإضافة إلى من استعانت بنفاقهم كمراسلين أو حتى مراقبين لا عين صادقة الرؤية لديهم ولا تقرير يمدونها به, إلا بما يوافقها ويخالف كل شريعة أو مهنيةٍ أو دين.. لاشكَّ أن في ذلك كل الإجرام والبشاعة.. بشاعة تحريف المصطلحات بعد تفريغها من أمانتها, بل ابتزازها بتسمية المشاغبين واللصوص والمجرمين مراسلين ومواطنين ومراقبين, ودون أن يمتلكوا من هذه الصفة إلا ما يمتلكه بعض من اعتمدت على شهادتهم من المواطنين الذين لفحتهم بنيران تحريضها إلى أن تحوَّلوا إلى ناطقين بما تمليهِ عليهم ولا يتقبَّله إلا أسيادها والعاملين فيها وبأمرِ ما يخدم أطماعهم وأحقادها. كل هذا, دون أن تتوقف عن اقتراف المزيد من الإجرام بحقِّ المصطلحات. تلك التي لملمت منها ما شكَّلت به قاموساً للعاطلين عن الأخلاق والكرامة الإنسانية مثلما للناشطين في خراب الوطن وسواهم ممن زرعت في عمقِ جهلهم عبواتٌ مخصصة لبثِّ الفتنة والأحقاد والجهاد والطائفية.. إذاً.. ألا تثبتُ اعترافات كثر من اللصوص والناشطين والمراسلين والمصورين والانتحاريين وسواهم من العرب والأجانب الذين ساهمت بتفخيخ أدمغتهم بعد أن أقنعتهم بأنهم في قتلنا مجاهدين وأيضاً جميع من سعت لتسميتهم بالمنشقّين, بأن مصطلحاتها باتت مأجورة ودموية؟.. ألا يثبت ظهور هؤلاءِ جميعاً مقدار استخفاف تلك الفضائيات بعقولهم ومقدار استغلالها لجشعهم بل ومقدار استهتارها بوجودهم, وهو ما حصل مع كثر تابعنا اعترافاتهم على فضائياتنا دون أن تكون آخرهم تلك الطالبة التي استغلوها بعد أن أغروها بالسفر إلى تركيا كناشطة حقوقية.. تلك التي لقبوها «بنان الحسن».. وعرَّفوا على أنها ناطقة باسم الثورة التي جعلوها تنطق بباطلها من عدة محافظات سورية, ليرموها بعدها فتعود إلى وطنها دون أن يفيدها الندم لطالما تمَّ القبض عليها وافتضح أمرها وكناشطة لكن, ليس إلا ضمن فضاءاتهم التي امتلأت بالمصطلحات الوبائية.. |
|