|
رؤية مقولة عالم الفيزياء الفلكية أندري براهيك: «في مجال العلوم، لا يوجد كتاب مقدس. يجب نقد كل ما يكتب. ولا يمكن أن نتقدم إلا هكذا». ومقولة بول ريكور: «صراع المستقبل سيكون «صراع تفاسير» أيها السادة»! ومقولة ميشيل سير: « أجل، سيأتي يوم لن يتجول خلاله في المكتبة الفرنسية الكبرى سوى القردة» أظننا- كعرب- اخترنا منذ وقت طويل معركة التفاسير التي أنشبنا فيها معاول اللغة والفتاوى, وهكذا تصارع تونس, التي شهدت أول دستور في العالم العربي منذ عام 1861! وصاحبة قانون الأحوال الشخصية الأميز في العالم العربي- وسيلحق بها ركب العرب جميعاً- تصارع اليوم للمحافظة على إنجازات التفسير المنفتح للإسلام! هنا بالضبط ثمة من يعتقد أن المسألة لن تحل قبل انتصار التفسير المستنير للإسلام على التفسير القديم الموروث: أي «قبل أن ينتصر تفسير محمد أركون وعبد الوهاب المؤدب على تفسير القرضاوي وكل الإخوان المسلمين». فهل ينتصر «ابن رشد على الغزالي، أو ابن عربي على ابن تيمية، أو طه حسين على حسن البنا»؟ ثمة «إنسان جديد» رأى النور، كما يقول ميشيل سير، يلقبه (بمؤنث الإبهام الصغير) لقدرته على كتابة عدد كبير من الرسائل النصية على الموبايل. فهل اختُزل هذا الكائن بوظيفة الإبهام؟ إنها مرحلة تاريخية جديدة ومنعطف حضاري مغاير لكل ما سبقه.. إنها حضارة التكنولوجيا والاتصال حيث تغير كل شيء. بين إبهام يعالج حبات السبحة, وبين إبهام يعالج أزرار التكنولوجيا.. كيف سنصنع مستقبل أجيال (مؤنث الإبهام الصغير) التي تستخدم ذات الإبهام هنا وهناك متناسية الزمن الكبير الذي مرّ بينهما, وما أحدثه من تغييرات جذرية في علاقة الإنسان بالكون؟! |
|