تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نجوم الفن تغزو سماء تقديم البرامج

فنون
الأربعاء 27-6-2012
سلوان حاتم

عندما يتحول الفنانون من ممثلين ومطربين إلى مقدمي برامج فإنهم يثيرون نقاط استفهام كثيرة عن الأسباب والدوافع التي جعلتهم يتركون المسرح الغنائي وعدسة الكاميرا التلفزيونية والسينمائية ليتوجهوا إلى عدسة استديو تقديم البرامج .

ففي الآونة الأخيرة اشتد صراع المحطات الفضائية للظفر بالمشاهد والحصول على متابعته لها , بالإضافة إلى ازدياد الطلب على البرامج المنوعة والترفيهية فظهرت برامج كثيرة سعت للفت الانتباه لها من خلال اللجوء إلى استقطاب أسماء لامعة في سماء الفن ولو بتكلفة عالية لأن غاية الوصول السريع للمشاهد تبرر الوسيلة ولأن حضور الفنان يدعم البرنامج خاصة إن كان يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة من المعجبين .‏

وقد أصبح من الطبيعي رؤية هؤلاء النجوم يقدمون برامج حوارية أو ترفيهية أو ثقافية أو مسابقات أو حتى برامج الطبخ والنفخ !!.. وبات الفنان يضطر للتنسيق بين مواعيد تصوير برنامجه ومواعيد عمله الفني, البعض القليل استطاع فرض نجوميته في مجال التقديم وأثبت حضوره بينما بقي البعض الآخر دون ذلك وغادر من الباب الخلفي دون ترك بصمة تُذكر ، وقد يكون السبب في لجوئه هو الرغبة في خوض غمار تجربة جديدة أو استراحة لالتقاط الأنفاس بعد إرهاق من كثافة العمل وربما السبب الأكبر هو الإغراء المادي .‏

الكثيرون خاضوا التجربة فالفنان أيمن زيدان قدّم (وزنك ذهب) و برنامجاً آخر برفقة ابنه المرحوم نوار زيدان (لقاء الأجيال) كما قدمت الفنانة أمل عرفة برنامج (الكاميرا الخفية) ،‏

واستقطب برنامج (أنت ونجمك) الجمهور وقد قدمه الفنان نضال سيجري وكذلك الفنانة شكران مرتجى، باسم ياخور قدم أكثر من تجربة منها الجزء الرابع من برنامج أمير الشعراء، وممن دخلوا هذه التجربة أيضاً نذكر الفنانين دريد لحام ، أماني الحكيم ، جيهان عبد العظيم ، جهاد سعد ، قصي خولي ، سلاف فواخرجي ، وائل رمضان ، أيمن رضا, عباس النوري.‏

جمانة مراد كانت آخر من قدم برنامجاً ترفيهياً في (توب شيف) الجزء الثاني لتنضم إلى قائمة من الفنانين الذين لم يتركوا مجال التقديم لأصحابه الإعلاميين ليفرضوا سطوتهم النجومية في مجال التمثيل والغناء على التقديم وإن كانت التجربة الإعلامية تستهوي النجوم وتشد الفنان فإن ترك المجال لأصحابه وللإعلاميين يعد أكثر فائدة إلا إذا كان البرنامج من صلب الاختصاص الفني فمثلا قدمت مايا دياب المغنية وعضو فريق «فور كاتس» سابقاً برنامج (هيك منغني) وقد استطاعت فرض نفسها كنجمة من خلال البرنامج رغم أنها لم تستطع ذلك من خلال الغناء (منفردة أم ضمن الفور كاتس) لأنهم اشتهروا كفريق يتبدل أفراده ولكن طبيعة برنامجها «هيك منغني» تحتاج لمن يغني ويرقص ويدبك ويتدلع بالإضافة إلى ضحكتها والأزياء التي تخرج بها ما جعل مايا تجد نفسها في البرنامج, كذلك تقدم الفنانة لطيفة برنامج «يلا نغني» وهو من صلب عملها كمطربة تشارك لطيفة ضيوفها الغناء وتبادل المعلومات عن نجوم الغناء العربي وهذا جعل لطيفة مقدمة جيدة وربما لو حاولت تقديم برنامج آخر لفشلت لأنها مغنية وليست مقدمة برامج كذلك الأمر ينطبق على مايا دياب أيضا.‏

اليوم ومع اقتراب الموسم الرمضاني سنرى بعض الممثلين والمطربين في برامج رمضانية ولكن وإن كان البعض قد استطاع النجاح إلا أن الأغلبية لم يترك بصمة تذكر سوى أنه مر من هذا البرنامج كمقدم . في حين تعاني الفضائيات من قلة المقدمين الذين يستطيعون استقطاب المشاهدين رغم أن هناك من استطاع فرض نفسه كمقدم برنامج جيد ومختلف عن غيره مثل أمجد طعمة وريم معروف وإذاعياً هيام حموي وغيرهم ووجود طوني خليفة وطوني بارود ورابعة الزيات ومنى أبو حمزة ووفاء كيلاني ورانيا برغوث وطارق سويد بالاضافة إلى المقدمين الكبار جورج قرداحي وعمرو أديب ومعتز الدمرداش ومحمود سعد وزاهي وهبي وهذا يعني أن الفضائيات تحتاج لصناعة نجم إعلامي لا أن تأتي بنجم إعلامي جاهز من الوسط الفني وكذلك على النجوم أن يعدوا حتى الألف قبل أن يخطوا أي خطوة تقلل من نجاحاتهم أو بمعنى آخر لا تضيف إلى رصيدهم أي شيء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية