تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ذكرى رفع علم الوطن في سماء القنيطرة... تاريخ مجيد سطره جيشنا البطل في مواجهة الاحتلال الصهيوني

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 27-6-2012
ارادة الشعب لا يمكن أن تقهر والوطن فوق كل شيء وعلينا أن نستمر بالاعداد لطرد العدو من كل شبر من أرضنا المحتلة على وقع هذه الكلمات التي رافقت رفع العلم السوري في سماء القنيطرة المحررة قبل 38 عاما

‏‏

يستعيد السوريون لحظات انتصارهم على جيش الاحتلال الاسرائيلي واعادة القنيطرة إلى حضن الوطن الام وهم يزدادون ثقة بقدرتهم على مواجهة ما يحاك اليوم ضد وطنهم من مؤامرات استعمارية للنيل والسيطرة على قراره المستقل تمهيدا لإلحاقه بالمشروع الغربي الصهيوني.‏‏

وتعيد ذكرى رفع القائد الخالد حافظ الأسد علم الوطن في سماء القنيطرة عام 1974 بعد دحر المحتل الصهيوني تاريخا مجيدا سطره جيشنا البطل في مواجهته لغطرسة مرتزقة و جنود العدو الاسرائيلي الذين أجبروا على الانسحاب تحت وقع ضربات قواتنا الباسلة ليشكل ذلك اليوم أروع مثال عن ايمان وقدرة رجال قواتنا المسلحة في حرب تشرين التحريرية فداء للوطن وأبنائه الذين وقفوا داعمين ومساندين لجيشهم الوطني العقائدي.‏‏

مدينة القنيطرة المحررة بسواعد الجيش العربي السوري التي أصبحت شاهدا من شواهد العصر على همجية الاحتلال الاسرائيلي انطلقت بعد تحريرها حركة الاعمار لإعادة الحياة إلى ما دمرته آلة الحقد الصهيوني بشكل متعمد حيث شكلت مسيرة تحرير القنيطرة واعادة اعمارها عنوانا كبيرا يختزل المعاني والمدلولات الكبيرة والتي تعكس ارادة شعبنا وقوته للاستمرار في تحرير ما تبقى من أجزاء محتلة حيث تم بناء مدينة متكاملة مدينة البعث واعادة اعمار القرى المحررة وتسليم كل مواطن من أبنائها منزلا تتوافر فيه كل مستلزمات الحياة والخدمات الضرورية اضافة الى الاهتمام الخاص لاهلنا في الجولان المحتل وذلك بتعميق جسور التواصل معهم حيث يواصل أهلنا في الجزء المحتل صمودهم البطولي وتحديهم اليومي للممارسات الوحشية واللاانسانية التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني.‏‏

وحتى اليوم لا تزال آثار الخراب شاهدة على اجرام العدو الصهيوني الذي تؤكده جميع الوفود التي زارت القنيطرة واطلعت علي حجم التدمير المتعمد الذي قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلي قبيل انسحابها ليعبروا بعدها عن صدمتهم اثر مشاهدة أعمال الدمار الوحشي و عن الالم والحزن للظروف التي يعيشها المواطنون السوريون في الجولان الذين ما زالوا تحت الاحتلال المستمر بمحاولات قطع كل أشكال التواصل بين العائلات والاقارب ومنع تقابل الاشقاء والابناء وفرض قيود صارمة على حرية التحرك والعمل والزواج وتضييق سبل العيش.‏‏

ومن أبرز الاعمال الاجرامية الاولى لسلطات الاحتلال نهب اثار الجولان وقراها ومدينة القنيطرة وتفريغ آلاف البيوت والمحلات التجارية من محتوياتها وبيعها في فلسطين المحتلة حيث بقيت القنيطرة على حالها بعد نهب محتوياتها اثر احتلالها حتى تم تحريرها في حرب تشرين 1973.‏‏

ولم يكتف العدو بذلك بل عمد إلى زرع الاف الالغام ونشر المواد المتفجرة أثناء انسحابه من المدينة على شكل هدايا للاطفال لتحصد أرواحهم وتعبر عن همجيته ككيان ارهابي مارق على التاريخ البشري والقانون الدولي الذي لا يترد بانتهاكه لبث الرعب في نفوس أهالي الجولان وارغامهم على قبول مخططاته التعسفية الرامية إلى تهويد الجولان أرضا وسكانا.‏‏

المشهد اليوم يبدو مماثلا فالجيش العربي السوري مسلحا بدعم شعبي واسع يعود لخوض معارك الدفاع عن الوطن الذي يتعرض لشكل جديد من اشكال العدوان الساعي لاسقاطه وتدميره بتخطيط غربي اسرائيلي وأياد خليجية تكفيرية تحاول تفتيته وقتل وحدته وتخريب مؤسساته وبنيته التحتية للنيل من مواقفه الوطنية والقومية التي دافعت ودعمت خيار المقاومة والتحرير.‏‏

وتستحضر في ذكرى تحرير القنيطرة ورفع العلم في سمائها مشاهد مؤلمة لما اقترفته الة الحقد الصهيونية بمدينة القنيطرة بعد قرار وقف الاعمال الحربية واطلاق النار حيث عمد الجنود الصهاينة قبيل انسحابهم إلى نشر الخراب و تدمير البيوت والمشافي وحرق الاشجار والاعتداء على الكنائس والمساجد وانتهاك حرمة القبور في تعبير واضح عن حقيقة العدو الصهيوني وهمجيته ووحشيته.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية