تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصين وإيران و العراق يجددون رفضهم التدخل الخارجي .. ولافروف يؤكد مشاركته في مؤتمر جنيف حول سورية ووجوب حضور إيران ...روسيا : إسقاط الطائرة التركية ليس عدواناً وغير متعمّد .. أنان وسيطاً دولياً وحيداً لتسوية الأزمة

سانا - الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 27-6-2012
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوته الى حضور ايران اي مؤتمر يتعلق بالازمة في سورية مؤكدا ان تجاهل الدور الايراني أمر غير مجد.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن بوتين قوله بعد مباحثات اجراها مع الملك الاردني عبد الله الثاني في عمان أمس ان كل بلد من جيران سورية يؤثر بشكل أو بآخر على قوى معينة في البلاد وأنه يجب عدم تجاهل هذه الامكانيات مضيفا انه كلما زاد عدد جيران سورية المشاركين في عملية التسوية كان أفضل.‏‏

واشار بوتين الى أن موسكو تتعاون مع طهران في تسوية الوضع في أفغانستان وفي غيرها من القضايا.‏‏

واضاف بوتين انه من الافضل ان يتمكن السوريون من التوصل الى اتفاقات بينهم بينما تقدم دول الجوار ضمانات لهذه الاتفاقات.‏‏

وبشأن الملف النووي الايراني اكد بوتين انه يمكن حل هذه القضية بالطرق السلمية مشددا على ان لايران الحق في استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية في حال تقديمها ضمانات قوية تؤكد أن تنفيذ برنامجها النووي لن يؤدي الى حصولها على أسلحة نووية ولن يساعد على انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم.‏‏

وقال الرئيس الروسي ان القضية الايرانية معقدة إلا أنه من الممكن حلها بل يجب حلها بالطرق السلمية من خلال المفاوضات وعلى أساس احترام حق الشعب الايراني في استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية.‏‏

وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ان ايران يجب ان تشارك في المؤتمر الدولي حول سورية المقرر في الثلاثين من الشهر الجاري.‏‏

ونقلت قناة روسيا اليوم عن لافروف قوله في تصريحات صحفية في عمان.. ان غياب ايران سيعني ان دائرة الحضور ستكون غير مكتملة ولن يشارك فيها جميع من يحظى بنفوذ حقيقي على كل الاطراف السورية موضحا انه في حال غياب ايران فسيتم الحديث فقط عن كيفية جمع الاطراف اللازمة للاستفادة من فرصة عقد المؤتمر الامر الذي يتطلب جمع كل الجهات ذات التأثير ومن بينها ايران.‏‏

واكد الوزير الروسي ضرورة ان يهدف مضمون محادثات المؤتمر الى المساعدة على بدء الحوار في سورية مع ضرورة اقتصار دور اللاعبين الخارجيين على المساعدة في جمع الاطراف.‏‏

واضاف لافروف ان القضية سياسية ولا بد من مناقشتها على المستوى الوزاري على الاقل من أجل محاولة احراز اتفاق حول تغيير التوجهات الحالية وتحويلها الى المجرى السياسي .. الى مجرى الحوار بين السوريين انفسهم وهم الوحيدون الذين يمتلكون حق تقرير مصير بلادهم.‏‏

كما اعلن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في المؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف في الثلاثين من حزيران الجاري.‏‏

وقال تشوركين في تصريح له في نيويورك امس ان لافروف قبل رسمياً الدعوة للمشاركة في مؤتمر جنيف مضيفاً اننا نضفي اهمية كبيرة على هذا اللقاء.‏‏

في اثناء ذلك جددت روسيا دعمها الكامل لدعوة المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سورية كوفي أنان ايران للمشاركة في مؤتمر دولي حول سورية.‏‏

وقال متحدث باسم دائرة الصحافة والاعلام في وزارة الخارجية الروسية أمس ان روسيا تعتبر هذه الدعوة خطوة صائبة بصورة مطلقة وتدعمها بقوة.‏‏

واضاف المتحدث لقد اكدنا مرارا ونؤكد اليوم ايضا من جديد الموقف الروسي بضرورة دعوة ايران إلى هذا المؤتمر حول سورية.‏‏

من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سورية كوفي أنان يجب أن يبقى الوسيط الوحيد المفوض من قبل مجلس الامن الدولي لتسوية الازمة في سورية.‏‏

وذكر موقع روسيا اليوم الالكتروني أن بوغدانوف حذر في حديث لمجلة في اي بي بريمير أمس من خطر انتشار عدم الاستقرار خارج حدود سورية إلى دول المنطقة.‏‏

وقال نائب وزير الخارجية الروسي.. ان الطريق الرشيد الوحيد لقطع دابر هذا التوجه الخطر يتمثل في وقف العنف في سورية بشكل فوري وتحقيق الاستقرار فيها.‏‏

إلى ذلك أكد الياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي أن القيادة الروسية تصر على أن يحل الشعب السوري حصرا كل المشاكل المتعلقة بالازمة في سورية.‏‏

وقال اوماخانوف في بيان مشترك عقب لقائه في موسكو أمس مع علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية نقله موقع روسيا اليوم ان تشجيع بعض الجماعات في سورية وتسليحها يؤدي إلى الفوضى.‏‏

وقال أوماخانوف يزداد هذا الامر خطورة في سياق تصاعد النزعة الراديكالية الاسلامية.‏‏

واضاف اوماخانوف أن روسيا تتابع ببالغ القلق ما يحدث في سورية وحولها.‏‏

وذكر البيان أن القلق يخالج روسيا والعراق من تصاعد الوضع في سورية وفقا لسيناريو الفتنة.‏‏

بدوره قال الدباغ ان النزعة الراديكالية الاسلامية في اشارة إلى تنظيم القاعدة الارهابي التي ولدت في أفغانستان مست العالم كله وفي حال تكرار أعراض المرض الافغاني في سورية فان عواقبها ستكون وخيمة.‏‏

من جانبه جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين تأكيده بأن روسيا كدولة لن تسمح باي تدخل في سورية.‏‏

واكد زاسبيكين خلال لقائه امس وفدا من حركة أمل على استمرار المساعي الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سورية من دون شروط مسبقة بهدف دعم الجهود لوقف العنف ودعم الحوار الوطني لفتح الطريق امام السوريين للاتفاق على مستقبل بلادهم .‏‏

من جهة ثانية اكد السفير الروسي حرص بلاده على دعم استقرار لبنان منوها بالحوار الوطني كسبيل لاحتواء اي تعقيد .‏‏

من جهة ثانية أعربت روسيا عن قلقها لتطور الاحداث حول حادثة الطائرة الحربية التركية التي أسقطتها وسائل الدفاع الجوي السورية يوم 22 من حزيران الجاري داعية إلى ضرورة الا تؤدي هذه الحادثة الى زعزعة الوضع.‏‏

وقال الكسندر لوكاشيفتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية اننا نرى من الهام عدم النظر إلى هذه الحادثة كاستفزاز او عمل متعمد والا تؤدي إلى زعزعة الوضع.‏‏

واضاف لوكاشيفتش ان التصعيد السياسي الدبلوماسي بما في ذلك على المستوى الدولي يتصف بخطورة وخاصة في الظروف التي تبذل فيها جهود لتعبئة جميع اللاعبين الخارجيين الاساسيين من اجل نقل تطور الوضع في سورية إلى مجرى سياسي على اساس تنفيذ جميع الاطراف لخطة المبعوث الدولي إلى سورية كوفي انان التي اقرها مجلس الامن.‏‏

وقال اننا ندعو جميع الاطراف من جديد سواء في المنطقة ام خارجها للعمل حصرا لمصلحة برنامج الاعمال هذا وعدم القيام بخطوات تتجاوز أطره.‏‏

واضاف لوكاشيفتش اننا نعتبر ان خط السلوك الامثل في الوضع الناشئ يتمثل بضبط النفس وقيام الجانبين السوري والتركي بعمل مشترك بناء لاستيضاح جميع ملابسات الحادثة والحيلولة دون تكرار مثل هذه الاحداث المأساوية مستقبلا.‏‏

وفي السياق ذاته أعرب فلاديمير جيرينوفسكي نائب رئيس مجلس الدوما ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي عن ادانته وشجبه لقيام طائرة حربية تركية بانتهاك حرمة الاجواء السورية معتبرا ان هذا يشكل عملا استفزازيا مبيتا.‏‏

وقال جيرينوفسكي في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس ان قوى معينة في أوروبا والولايات المتحدة وحلف الناتو بشكل عام تسعى خلال الاشهر الاخيرة لزيادة احتدام الوضع في سورية من اجل القيام بتدخل عسكري فيها.‏‏

وأشار جيرينوفسكي إلى ان تركيا تجد نفسها متورطة في هذه الاستفزازات الدولية حيث أرسلت بصورة متعمدة طائرتها الحربية لتنتهك حرمة الاجواء السورية ولكن قوى الدفاع الجوي السورية تصرفت بصورة صحيحة باسقاطها لهذه الطائرة التي توغلت في أجواء سورية ويجب القول ان قوى الدفاع الجوي السورية تتمتع بكفاءة وقدرات كبيرة وتستطيع اسقاط أي اهداف جوية داعيا الاتراك للكف عن هذه الاستفزازات.‏‏

وأضاف جيرينوفسكي انه اذا نجحت المخططات الغربية في سورية فانهم سيعمدون بعد ذلك إلى ضرب ايران وتغيير شكل المنطقة وهذا ما سيلحق الضرر بتركيا نفسها اي ان الغرب سيربح بينما تخسر دول المنطقة والعالم الاسلامي عموما فلماذا اذن ينبغي على الاتراك ان يلعبوا دور حصان طروادة في العالم الاسلامي وفي الشرق الاوسط.‏‏

واكد جيرينوفسكي ان تطور الوضع على هذا النحو يمس روسيا أيضا لان تصعيد الموقف يمكن ان يؤدي إلى حرب كبيرة وخاصة اذا عمدت اسرائيل والولايات المتحدة وحلف الناتو إلى قصف ايران وعندها فان ملايين اللاجئين سيتجهون نحو الشمال باتجاه أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وهذا ما سيخلق توترا عند حدود روسيا الجنوبية.‏‏

ودعا جيرينوفسكي الاتراك للكف عن استفزازاتهم ضد سورية والكف عن تسليح المعارضة السورية الموهومة.‏‏

من جهته حذر السيناتور فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع والامن في مجلس الاتحاد الروسي الدوما من مغبة استغلال حادثة اختراق الطيران الحربي التركي وانتهاكه لحرمة الاجواء السورية كذريعة لقيام حلف شمال الاطلسي الناتو بعملية عسكرية ضد سورية.‏‏

وقال أوزيروف في تصريح له امس.. ان احتمال قيام حلف الاطلسي بعمل عسكري ضد سورية سيسفر عن تقويض كبير للاستقرار في عموم منطقة الشرق الاوسط بما فيها تركيا مذكرا بان الناتو استخدم ذرائع مماثلة في التاريخ المعاصر للعدوان على العراق أو يوغسلافيا السابقة.‏‏

وأكد أوزيروف ضرورة اجراء تحقيق دقيق يشارك فيه خبراء واختصاصيون دوليون لمعرفة المعطيات الموضوعية والاسباب التي دعت إلى اختراق الطائرة التركية لحرمة الاجواء السورية وهل اتخذ الجانب السوري جميع التدابير الضرورية التي ينص عليها القانون الدولي كما يجب تقديم نتائج التحقيق إلى الرأي العام الدولي.‏‏

واعتبر أوزيروف أنه ليس من المستبعد أن يكون قائد الطائرة وقع في خطأ ولكن الوضع سيكون مختلفا تماما اذا كان ذلك استفزازا متعمدا.‏‏

بدوره قال السيناتور فاليري شنياكين نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي والخبير العسكري.. ان تطور الاحداث في سورية بموجب سيناريو القوة سيقوض الاستقرار في المنطقة بأسرها منبها إلى خطورة أن تبذل قوى معينة سواء في الشرق الاوسط أو في الغرب محاولات لتوريط تركيا في حرب ضد سورية وعندها فان قصة الطائرة ستكون استفزازا متعمدا.‏‏

وأشار شنياكين إلى أن الحكومة التركية تؤوي في أراضيها معارضين سوريين وأن الكثيرين من الخبراء يميلون اليوم إلى الاعتقاد بأن اختراق الطائرة التركية لحرمة الاجواء السورية كان تجربة لاختبار مدى فعالية قوى الدفاع الجوي السورية في حال القيام بعدوان مسلح على سورية.‏‏

ولفت شنياكين إلى ان تركيا لا تلعب الدور الاخير في تقويض الوضع في سورية وان الصحافة العالمية تتكلم عن أن اللاجئين في تركيا من سورية من معارضين وفارين يشكلون ميليشيات مايسمى بالجيش الحر.‏‏

وأكد شنياكين ان هذه المعطيات تشير إلى أن أنقرة تشارك في محاولات تكرار السيناريو الليبي في سورية ولكن بأساليب أخرى دون انتظار قرارات من مجلس الامن وبتجاهل اقتراح روسيا لعقد مؤتمر دولي حول سورية.‏‏

واعتبر شنياكين ان الانباء عن ان الاتراك والسوريين يحاولون معا العثور على طياري الطائرة المسقطة هي أمور تبعث على الامل وتدل على بقاء المجال مفتوحا أمام المفاوضات بين الجانبين لتسوية حادثة الطائرة التركية دون ضغوط بالقوة.‏‏

ورأى البرلماني الروسي في الوقت ذاته أن السلطات التركية غير مهتمة بنشوب حرب مع سورية نظرا لان تركيا نفسها تعاني حاليا من أزمة عميقة بين القيادتين السياسية والعسكرية فيها.‏‏

وشدد شنياكين على أن السلطات السورية ليست ضعيفة كما يظن البعض ولدى الحكومة السورية ما يكفي من القوة للتصدي للاحداث الجارية في البلاد.‏‏

بدوره أكد فيتالي نعومكين مدير معهد الاستشراق لاكاديمية العلوم الروسية حق سورية في الدفاع عن جوها لافتا إلى انه لا مبرر لدخول أي طائرة عسكرية لاجوائها.‏‏

وأضاف نعومكين في حديث لقناة روسيا اليوم ان التوتر على الحدود السورية التركية كبير ووصل إلى حد بعيد جدا وهذا يؤكد صحة الموقف الروسي بالنسبة للجوء إلى الحوار السياسي كوسيلة للتغلب على هذه الازمة وحلها.‏‏

وقال نعومكين انه اذا كان بعض المحللين يرون أن هذا الحادث سيعطي لحلف الناتو الحق في ضرب الدفاع الجوي السوري أو التدخل عسكريا فان هذا خطأ كبير يخالف القانون الدولي مشيرا إلى أن روسيا ستبذل قصارى جهدها لمنع مثل هذا التدخل العسكري من قبل أي دولة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية