تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة..السؤال الأكثر قلقاً في تاريخ الكيان الصهيوني!

آراء
الأربعاء 19-8-2009م
سليم عبود

هل مستقبل الوجود الصهيوني كله في خطر، وبتعبير آخر، هل بات الحلم الصهيوني في بناء الدولة التوراتية ينحسر بعد هزيمة اسرائيل في تموز 2006؟ هذا السؤال تحول إلى كابوس ثقيل يضغط على روح الاسرائيليين، ويجعلهم في خوف كبير.

العدوان الاسرائيلي في تموز على لبنان أنتج هذه الهزيمة المرة للقيادة الاسرائيلية التي أعدت العدة لهذا العدوان منذ زمن بعيد مع إدارة بوش، بهدف تصفية المقاومة نهائياً، وبناء شرق أوسط جديد يشكل دم العدوان مخاض ولادته بحسب تعبير كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية وقتئذ، وثمة أطراف اقليمية كانت تقف داعمة لهذا العدوان أشار شمعون بيريز إليها، ووصف بيريز الحرب على لبنان بعد أن راحت الدبابات الاسرائيلية بصواريخ المقاومة، باتت الحرب قضية موت أو حياة.‏

الأسئلة التي يطرحها الاسرائيليون اليوم، أحلام الاسرائيليين، زمجرة التهديد التي كان يتحدث بها القادة العسكريون، ثقة الجنود بسلاحهم وبقيادتهم وبمؤسستهم العسكرية والسياسية كل شيء في الكيان الصهيوني أصابه زلزال تموز 2006، وأحدث فيه انهدامات حادة، وجروحاً عميقة غير قابلة للتعافي بحسب تعبير صحيفة هآرتس الاسرائيلية.‏

هل الكيان الاسرائيلي الذي نسجته الأساطير إلى زوال؟‏

هذا السؤال لم يكن في المجتمع الاسرائيلي قبل الهزيمة كانت الأسئلة كلها تنطلق من حلم التوسع وهزيمة العرب، وقيام الهيكل وسيطرة اسرائيل على المنطقة كلها.‏

أحد الكتاب الصهاينة كتب في صحيفة معاريف الاسرائيلية خلال عدوان تموز لقد نجح حزب الله في كسر يد اسرائيل التي تحتضننا، إن اسرائيل اليوم تئن تحت ثقل الهزيمة النفسي، والرب الذي كان يرعاها تخلى عنها.‏

ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية أغلقت أي ضوء في جدار الأمل أمام الاسرائيليين عندما قالت: ليست ثمة قوة في العالم تستطيع هزيمة حزب الله والسيد حسن نصر الله، بين الحين والحين يعاود الضرب بقوة على الجرح الإسرائيلي سلاح المقاومة يصل إلى كل مكان في الكيان، وهذا الضرب يعيد النزيف النفسي إلى المجتمع الصهيوني الذي يثق بأن السيد حسن نصر الله يتحدث بثقة كبيرة أكدتها حرب تموز.‏

بعد حرب تموز عملت حكومة أولمرت على ترميم جدار الهزيمة بأي وسيلة، لأن هذا الانهزام هو بداية النهاية كما يقول الجنرال ميشيل عون في ذكرى الانتصار قبل أيام.‏

العدوان الاسرائيلي على غزة كان محاولة لبعث ثقة الاسرائيليين بمؤسستهم العسكرية والسياسية من جديد، لعل إسرائيل بهذا العدوان الهمجي تستعيد بعضاً من هيبتها الممرغة في لبنان.‏

الاسرائيليون اتجهوا إلى الليكود عله يفعل شيئاً يمنحهم الثقة بمؤسستهم السياسية والعسكرية، ولكن هل تستطيع حكومة نتنياهو إعادة الهيبة المفقودة؟‏

حكومة نتنياهو رفعت من مستوى تصريحاتها، فراحت تتوعد وتهدد بضرب إيران، وبالهجوم على لبنان وتدمير بنيته التحتية، وتدمير المقاومة اللبنانية، واتهمت سورية وإيران بتزويد حزب الله بالأسلحة وبالمضادات الجوية ما يهدم عملية توازن القوى بحسب قول وزير الدفاع الاسرائيلي، باراك... وأعلنت رفضها الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وطالبت العرب والفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة، واتجهت إلى تهديم المساكن العربية في القدس، والتوسع في بناء المستوطنات وتم تجنيد وسائل إعلام اقليمية وغربية لنقل هذه التهديدات لعلها تبعث الرعب في الطرف العربي المقاوم، وتعيد بناء الثقة المتهدمة في المجتمع الصهيوني بجيشهم ومؤسستهم السياسية، ووظفت جيشاً من الجواسيس في لبنان للحصول على المعلومات والكيان الصهيوني ماانفك منذ هزيمته يقيم مناورات عسكرية في النقب والجولان المحتل، وعلى الحدود مع لبنان.‏

معلناً أن هذه المناورات تنطلق من تجربتها في حرب تموز، وأنها تقوم بتجارب على سلاح يدمر الصواريخ القصيرة التي تطلقها المقاومة من غزة ولبنان، وأنها أنتنجت أسلحة متطورة تدميرية، وأعلنت أنها طورت دبابة الميركافا التي هزمتها صواريخ المقاومة، وارتفعت سوية التهديدات في كل الاتجاهات لعل قيادة نتنياهو تنجح في تبديد قلقها أولاً، لأنها قيادة مفزوعة، ولعلها تنجح في تبديد قلق الاسرائيليين حول مستقبل الوجود، والعودة إلى الأحلام التي نشأ عليها الكيان، ولعلها تنجح بزمجرتها المهزومة في إعادة الخوف إلى الشارع العربي الذي بات مقتنعاً أن الجيش الذي لايقهر بات مهزوماً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية