تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المقامة التموينية

أبجــــد هـــوز
الاربعاء19-8-2009م
خطيب بدلة

حدثنا أبو عبدو اليعربي، عن أبي مرداس الإدلبي، عن عُمير بن بلال، عن ثائر بن نضال، أنه تفكر ثم قال : ماهي إلا أيام بالكمال والتمام،

.‏

حتى يأتي شهر رمضان، شهر الحب والحنان، والخير والعطاء والإحسان ووقتها أيها الشاطر يستيقظ رؤساء الدوائر، ومديرو النواحي والمخافر، الثابت منهم والعابر، ورؤساء الهيئات والمنظمات، وموظفو المؤسسات والوزارات، يالهم من قوم أماجد، وأنهار ذات روافد، يهبون كالرجل الواحد، يفتحون السجلات والدفاتر، ويدونون الضبوط والمحاضر، ويدرسون البرامج والمخططات، الصالحة لكل الأوقات، ويُسيّرون العناصر والدوريات، بالعشرات بل بالمئات، يريدون للمخالفات قمعاً، لا يرتجون لأنفسهم نفعاً، ولا يقبلون رشوة ولا دفعاً، ولا يعرفون شفطاً ولا بلعاً، ولا يأكلون عشراً ليطعموا التسعة ..بل يحرصون على الجو الآمن ، ويدافعون عن قوت المواطن.‏

فإذا رأيت زحماً في الشارع، وتهافتاً ماله من دافع، وفلتاناً ماله من رادع، وارتفع معدل التزمير، واختلطت السيارات بالحمير، وأكياس القمح بأكياس الشعير، وهذا يضربك على يديك، وثانٍ يدعو على والديك، وآخر يصيح (خود عليك)، فاعلم أن تلك الدوريات، قد غادرت الدوائر والمقرات، واتجهت إلى الأسواق، والحداث منها والعتاق، لتفتيش الدكاكين والمطاعم، وتشرف على المسالخ والملاحم، و(تشيّك) على بسطات الخضار، وتحظر التلاعب بالأسعار، وتتأكد من تصنيف الحبوب، وتمنع الاختراق والهبوب، وتفتش التكاسي والسرافيس، وتقمع الغش والتدليس، لا يريدون الأذى ولكن تهمهم راحة المواطن.‏

توجه أبو مرداس الإدلبي، إلى أبي عبدو اليعربي، بسؤال غريب عجيب، ليس له من مجيب : بما أنك نشيط وغير اتكالي، أجبني عن السؤال التالي:‏

مادام الأخوة الأكارم، يحبوننا أكثر من اللازم، ويرسلون الدورية، بكتف الدورية، ويسعون الى الإتقان والضبط، ولا يقبلون بالتزييف والخلط، ويطبقون القوانين والدساتير، ويدققون في الشهادات والفواتير، لماذا يدخل شهر رمضان فتبدأ المتاعب بالومضان، وترتفع في الأسواق الأسعار، وتكوي الناس بجمر النار، وحينما نجلس إلى المائدة تكثر أطعمتنا الفاسدة؟‏

مادمت طيباً وابن حلال جاوب على قد السؤال!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية