|
شؤون سياسية واتباع سياسات لتهجير سكانها ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم تحت حجج مختلفة وأساليب ملتوية، تلك حقيقة لايمكن لأحد القفز فوقها أو تجاهلها ومايزيد الأمر تعقيداً وضبابية وتساؤلاً بنفس الوقت أن الدعوات الإسرائيلية تجاه السلام والرغبة فيه باتت مرتبطة ومتلازمة مع إقامة مزيد من المستوطنات، حيث يمكننا القول إنه بمقدار تزايد دعوات قادة الصهاينة إلى السلام بمقدار مايعني ذلك على أرض الواقع بناء المزيد من المستوطنات، أي يعني ذلك بمختصر العبارة أن دعوات السلام الإسرائيلية ماهي إلا أساليب لتغطية أعمالها الإرهابية بحق الفلسطينيين ومن ضمنها بطبيعة الحال زيادة النشاطات الاستيطانية. ذلك يعني أيضاً أن الأراضي الفلسطينية برمتها لاتزال في مرمى سياسات الاحتلال التهويدية الاستيطانية وأعمال الضم والاقتلاع والتهجير في إطار مخطط لم يعد سرياً بل يتم علناً على مرأى من العالم كله وتحت مظلة عملية السلام بهدف تحويل المناطق الفلسطينية إلى مناطق معزولة محاطة بمناطق سيطرة إسرائيلية- عسكرية أو استيطانية وزرع المناطق الفلسطينية بالمستوطنات والأنفاق والطرق الالتفافية وجدران الفصل العنصري بما يكفل قيام دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح هذا في حال كانت التوجهات داخل الكيان الإرهابي تريد أصلاً قيام دولة فلسطينية. الجديد في المخططات الإسرائيلية المتواصلة ماكشفته مصادر فلسطينية عن مخطط إسرائيلي لإقامة 33 نفقاً في الضفة الغربية بالتدريج تمهيداً لتقسيمها إلى ثمانية كانتونات لايربطها ببعضها سوى شوارع التفافية أو أنفاق يتحكم بها جيش الاحتلال في وقت وصل فيه معدل هدم البيوت الفلسطينية على أيدي قوات الاحتلال إلى ثلاثة بيوت يومياً. الملفت للنظر أيضاً أن إدارة أوباما ومنذ تسلمها مقاليد الأمور في واشنطن لاتكف عن إطلاق الرسائل إلى قادة الكيان الإرهابي لتجميد الاستيطان ولكن مصادر إسرائيلية كشفت مؤخراً عن اتفاق سري بين من يفترض أن يكون راعي السلام في المنطقة وبين الحكومة العنصرية الصهيونية لإقامة 2500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية خلافاً لما تم توارده من معلومات سربت عن إمكانية تعليق الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر. وذلك يعني استمرار سياسة الكذب والخداع وكسب الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع لخداع العالم والعرب والفلسطينيين وتكون تصريحات كل أقطاب الإدارة الأمريكية ذراً للرماد في العيون وتأكيداً على حقيقة أن واشنطن لن تتمكن من إحداث أي تغيير في سياساتها تجاه السلام ولن تخرج عن نهج التماهي المطلق مع السياسة الإسرائيلية, ولن تستطيع أن تلعب دور الراعي النزيه وكل هذا يعني أن هدف السلام لايزال بعيد المنال في ظل مواقف الطرفين المعلنة حتى الآن. والسؤال الذي بات بديهياً.. لوكانت اسرائيل صادقة وجادة في دعواتها نحو السلام هل كانت تستمر في الوقت نفسه بإقامة المستوطنات والاستيلاء على أراضي من تدعي برغبتها إقامة السلام معهم؟! وما ماهية السلام الذي يقوم على قتل الطرف الآخر وحصاره بشتى الأشكال؟! ولماذا تقوم بكل هذه الأعمال الإرهابية في حين تحاول إيهام العالم أن الطرف الآخر هو من يقف عقبة في طريق السلام؟! أما الطرف الأمريكي الذي لايكف عن دعوة حكام إسرائيل لتجميد الإستيطان فلم يقم بأي خطوة جادة للضغط عليه في هذا المنحى، وكل أعمال اسرائيل الإرهابية تقع تحت مرآه وسمعه وعلمه المسبق , أسئلة ،تبقى بحاجة للإجابة. |
|