تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مـــروان البـــرغوثي .. أمـــل خلـــف القضبــــان

أضواء
الأربعاء 19-8-2009م
ريما الرفاعي

وصف تقرير أمريكى القيادي الفلسطيني البارز وعضو حركة فتح مروان البرغوثي بأنه «منقذ فلسطين»، وقال التقرير إن السنوات التى قضاها البرغوثي في سجون الاحتلال الإسرائيلى إلى جانب قيادات حركة حماس،

أكسبته احترام مجمل الفلسطينيين بما في ذلك حركة حماس إلى جانب اعتراف إسرائيل بقدرته على جمع الفلسطينيين ودفع مفاوضات التسوية.‏

وقالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية فى تقرير ان هناك اعترافاً متزايداً بين الإسرائيليين والفلسطينيين بأن القبول الواسع الذى يحظى به البرغوثي ونزعته الإصلاحية تقدمان أفضل التطلعات للسلام مشيرة الى أن هناك إمكانية للإفراج عنه مع الانتخابات المقبلة ضمن صفقة للأسرى مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط رغم أن هذا الأمر موضع اختلاف في اسرائيل.‏

وقالت كاتبة التقرير جوان مورت إن حاييم أورون عضو الكنيست، ورئيس حزب ميريتس الذي يصنف بأنه من «حمائم إسرائيل» أخبرها بأن «فتح فى حاجة لقائد، وبحسب كل الاستطلاعات والمعلومات التى لدينا، فإن مروان هو الزعيم الفلسطيني المقبل وليس زعيم حركة فتح فقط. ولفتت المجلة إلى أن أورون يزور البرغوثي فى السجن بانتظام ولديه علاقات جيدة مع حلفائه فى الضفة الغربية.‏

وقال أورون للمجلة إن من أهداف البرغوثي «تحقيق حل الدولتين وإنهاء الصراع مع إسرائيل ، ويستطيع مروان أن يجمع كل الفصائل ويخلق بنية جديدة للهوية الوطنية تشمل جانبا من حماس، والجماعات الكبرى، والمثقفين والعلمانيين».‏

ومن جانبه قدورة فارس، الذى وصفته المجلة بأنه «عيون وآذان البرغوثي على ما يجرى خارج السجن» قال في تصريح للمجلة: «إذا خرج مروان من السجن، فيمكن لنا أن نجد مناخا جديدا فى غضون عام واحد».‏

لكن المجلة لفتت فى تقريرها إلى أن البرغوثي يواجه منافسة من داخل من وصفتهم ب ـ«حرس فتح الشباب» متجسدين فى رجل غزة القوي محمد دحلان .‏

لكن المجلة قالت إن «دحلان ليس واعدا بنفس القدر مثل البرغوثي وان لديه مشكلات كثيرة مع الفلسطينيين داخل فتح وخارجها وداخل فلسطين وخارجها وخاصة مع حركة حماس .‏

 ويرى مراقبون ان من المبكر الحديث عن خلافة الرئيس محمود عبّاس الذي خرج بعد المؤتمر السادس لحركة «فتح» رئيساً ثلاثيَّ الأبعاد، بتولّيه رئاسة الحركة إضافة إلى السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، لكنّ معطيات انتخابات القيادة الجديدة للحركة تفرض البحث في قضيّة الوراثة، التي يبدو أنّها تسير في اتجاه واحد حاليا، ونحو اسم واحد ، هو مروان البرغوثي.‏

 والخلاف الحاد الذي برز خلال المؤتمر بين محمد دحلان وأحمد قريع والذي بلغ حد الشتائم المتبادلة، كان يمثل معركة لحفظ مقعد أمامي في عملية «الخلافة». ومع الخسارة المدوّية لأحمد قريع وما يمثّله من قيادة تاريخية في فتح ، إضافة إلى شغله حالياً منصب مفوّض التعبئة والتنظيم ،يكون دحلان أزال عقبة كبيرة من طريقه، ولا سيما أن «الرجل الثاني» الجديد في فتح، أحمد راتب غنيم (أبو ماهر)، في سن (72 عاماً) لا تسمح له بالتطلّع إلى الخلافة.‏

كذلك فإن باقي الموجودين في اللجنة المركزية، التي تمثّل الهيئة القيادية العليا لـ«فتح»، لا يمتلكون شبكة العلاقات الاستخبارية المعقّدة، كتلك التي يعرف عن دحلان الخوض فيها .‏

غير ان مروان البرغوثي يبقى هو «الوريث الشرعي» لنهج أبي عمار، كما يحلو للفتحاويين أن يطلقوا عليه. وتاريخ البرغوثي، من التفاوض إلى المقاومة، يظهر تشابهاً كبيراً في الأسلوب الذي كان يعتمده عرفات في تعاطيه مع إسرائيل، والذي عبّر عنه في خطابه أمام الأمم المتحدة عام 1974، أي «البندقيّة وغصن الزيتون». ورغم ان البرغوثي هو من أكثر القيادات البراغماتية التي التقت بالإسرائيليين على مختلف ألوانهم السياسية، لكنه أول الذين أدركوا أن الإسرائيليين لا يريدون سلاماً جدّياً مع الشعب الفلسطيني. ومع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، كان دوره أساسيّاً في إنشاء «كتائب شهداء الأقصى» التي تعدّ أهم حركة تصحيحية في «فتح» منذ اتفاق أوسلو ونهاية الجناح العسكري السابق للحركة «قوات العاصفة». ويرى كثيرون أن البرغوثي كان صلة الوصل المباشرة بين أبي عمار والكتائب، إلى حين اعتقاله عام 2002، بعد فشل أكثر من محاولة لاغتياله خلال عدوان «السور الواقي».‏

ومن خلال المزاوجة في التعاطي مع الاحتلال، التفاوض والمقاومة، فإن البرغوثي يمثّل نموذجاً مختلفاً عن «الفتحاويين الجدد» الذين أفرزتهم الانتخابات الأخيرة. وتتقاطع المعلومات على أن أسره والمدّ الشعبي الذي يحظى به داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، هما اللذان يعوقان إقصاءه عن الحركة ، ويجعلان منه أمل كل فلسطيني في الوحدة الوطنية وانهاء الاحتلال .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية