|
شؤون سياسية وفي المحطات العثمانية العدوانية كان سلخ لواء اسكندرون بالتواطؤ مع فرنسا إبان الحرب العالمي الثانية ثم دخولها في حلف بغداد في عام 1956 وإعلان رئيس وزرائها عدنان مندريس وتهديده باحتلال مدينة حلب وهو الذي أعدم في تركيا فيما بعد، ومع ذلك ظلت تركيا تعيش أضغاث أحلام الإمبراطورية ولم تستطع عبر مئة عام أن تتخلى عن نوازعها المريضة التي برهنت عليها من خلال عدة رؤساء وزارات تواتروا على حكمها وآخرهم رجب طيب أردوغان الذي له باع في كل الخراب الذي يصب الدول العربية هذه الأيام وفي حمايته لنسق المرتزقة الذين جلبهم هو وحكام قطر ليمثلوا الإخوان المسلمين في العدوان على دول المنطقة. هذا بعض من حال الأمة العربية واتجاه القوميين العرب والسوريين قبل تبلور الحس التحرري بشكل منظم للتصدي للأطماع الاستعمارية وإعادة الألق للأمة العربية وتجديد نهضتها. وبدأ مخاض تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي منذ الأربعينيات في أوج التطلع لتجاوز الواقع العربي المرّ، والتحرر من نير الاستعمار فكان الحراك بأيادي المناضلين من صميم شعب مناضل وأمانيه، من فلاح ترك أرضه وحمل البندقية ليطرد المستعمر مع عامل تنكب السلاح من أجل الاستقلال. ليتوج تأسيس البعث عام 1947في ولادة جاءت ثمرة للنضال القومي الذي بدأ منذ بداية القرن العشرين وإكمالاً لمسيرة التحرر ومجابهة تحديات صعبة عصفت بالأمة العربية على امتداد الوطن العربي فولد حزب البعث العربي الاشتراكي ليصوغ منذ البدايات شعاره الخالد «أمة عربية واحدة». وكان للحزب دوره في النضال التحرري القومي عربياً وعالمياً، وحشد الطاقات ضد الإمبريالية والصهيونية والتصدي للمؤامرات والأحلاف الاستعمارية، بدءاً من حلف بغداد ومبدأ أيزنهاور إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحته إدارة جورج بوش، وليس انتهاء بمشروع تفتيت البلدان العربي عبر ما سمي الربيع العربي الذي قام على خطة الجيل الرابع من الحروب بالاعتماد على المرتزقة والتكفيريين ومجموعات من الخونة والفاسدين ممن يبيعون دماء شعبهم مقابل المال لتقسيم البلدان العربية. ومسيرة الكفاح والبناء في البعث مستمرة لبناء الإنسان والوطن ودحر أي عدوان واسترجاع كل الأراضي العربية السليبة. والتاريخ النضالي للبعث مملوء بالمآثر منذ بناء أول وحدة عربية بين مصر وسورية في التاريخ الحديث، ثم تفجير ثورتين عربيتين في 8 شباط و8 آذار عام 1963، وتصديه للفكر الصهيوني الذي يهدد الأمة العربية بهويتها، وهم ما تثبته الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة سواء بالحروب المباشرة أو بالوكالة التي تخطط لها الدوائر الاستعمارية عبر الإرهابيين المرتزقة من أجل وضع الأمة العربية في حالة انحطاط وشلل كامل من أجل الإبقاء على المشروع الصهيوني العنصري وسرقة كل مواردها الطبيعية. |
|