تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ميــــــــلاد إنجـــــاز عظيــــــم

مجتمع
الثلاثاء 8-4-2014
أنيسة أبو غليون

سبعة وستون عاماً من الكبرياء والعزة والإباء مرت على ولادة حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي،حمل خلالها هموم الأمة العربية وعمل جاهداً على تحقيق أهدافها وآمالها في الوحدة والحرية والاشتراكية ..سبعة وستون عاماً من الوعي والنضال والصبر والتضحيات لرفعة العرب ورسالتهم الخالدة.

لقد شكل السابع من نيسان إشراقة جديدة في تاريخ العرب،نقلت أمتنا من عهود الضعف والمراوحة والتردي إلى دروب المبادئ والأهداف العظيمة مجسدة الطموح لكل أبناء الأمة العربية،وحزبنا العظيم منذ بداياته التبشيرية اختط منهجاً نضالياً واعتمد في انطلاقته طريق القومية العربية..‏

وشكل نقطة تحول في التاريخ العربي المعاصر كونه جاء استجابة موضوعية لأماني الأمة العربية وتطلعاتها القومية في متابعة حركة نضالها وإغنائها فكرياً،وجاء استجابة لحاجتها في ذلك الوقت إلى حزب عقائدي طليعي ثوري يؤطر النضال العربي ويحدد أهدافه الرئيسية وفقاً لأهداف الأمة..لقد جاءت ثورة البعث شاملة لبناء الإنسان العربي الجديد المؤمن بقضايا أمته.‏

إن المخزون النضالي والمرتكزات الفكرية والعقائدية التي استند عليها البعث منذ تأسيسه والتي اتسعت وتنامت شكلت برنامجاً ومرتكزاً فكرياً لكل أبجديات العمل القومي ودليل نضال لكل قوى وحركات التحرر العربية والعالمية،لقد كان للحزب إنجازات كبرى على مدى تاريخه المشرف وتجربته الرائدة في قيادة المجتمع والدولة خلال عقود طويلة ومساهمته في رسم خريطة اجتماعية واقتصادية وسياسية لسورية،جعلت من الطبقات الكادحة والمهمشة تاريخياً الفاعل الأساسي في المشهد السوري بكل مكوناته ومفاصله.‏

لقد كان لتأسيس حزب البعث منذ البداية هدفه في تغيير الواقع العربي نحو الأفضل من خلال بلورة وعي الجماهير العربية على صعيد الممارسة وتنظيم حركتها لتعزيز أداء الفعل الوطني والقومي وتوسيع مساحة التأثير فيه فولادة البعث كانت وسط الحركة الجماهيرية لأنها حددت وبلورت أهدافه في وحدة العرب وحريتهم وبناء المجتمع العربي الجديد حيث عكست في عقيدته القومية وحدة الوعي القومي العربي المعاصر.‏

إن الذكرى التأسيسية للحزب هذا العام تكتسب أهمية استثنائية نظراً لاستمرار الهجمة الشرسة والظروف والأحداث التي تمر بها سورية والتحديات التي يواجهها السوريون ومحاولات النيل من سورية ودورها القومي والريادي في المنطقة ومواقفها المبدئية والثابتة..ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة على أرض وطننا بالرغم مما حملت من آلام موجعة،فشل المؤامرة بسبب التحام الحزب بجماهيره الشعبية بلحمة وطنية رائعة خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الحكيمة في مواجهة المؤامرة والقضاء على أدواتها..لقد انكشف المتآمرون وانكشفت ارتباطاتهم المشبوهة،شعبنا لن يسمح لهذه المؤامرة أن تنال من سورية المقاومة فكما اسقط في الماضي كل المحاولات التي استهدفت مصالحه وتطلعاته وآماله فهو قادر اليوم على إسقاط هذا الوجه الجديد للمؤامرة، فسورية شعباً وجيشاً وقيادة تقف يداً واحدة في مواجهة المؤامرة الكونية..وسورية ستنتصر وستفشل مخططات الغرب الاستعمارية مهما تعددت الأدوات والأساليب،وستعود أقوى مما كانت عليه لأنها تشكل في هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها أمل الأمة العربية نحو مستقبل عربي مشرق عنوانه المقاومة والممانعة والعزة والكرامة،وسنسير بالقريب العاجل على أنقاض المؤامرات بخطى ثابتة وواثقة وسيبقى حزب البعث عملاقاً أشم لا تهزه الريح،وسيبقى التاريخ لنا على مر الحقب والأزمان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية