|
مجتمع واثقة بقدومهم لتهنئتها تنثر عليهم بعضاً من غبطتها ومن بريق الفرح في عينيها المتراقصة، متلهفة للقاء شاغل قلبها مع أهله ومحبيه، متوترة لا تهدأ في مكان تنتقل بين ضيوفها من غرفة إلى غرفة ومن نافذة إلى أخرى مربكة بمرارة الانتظار لحظات إذ فارسها يترجل مع أهله فعمت الفرحة المكان، وانجلى الضباب المخيم في خاطرها حيث علت الزغاريد والأهازيج ولبست العروس فستان الزفاف الأبيض وزفت بكامل بهائها وحسنها ودلالها خرجت من باب البيت ونزلت على الدرج بهدوء ولطف وإذ والدها يتهامس مع والد عريسها ويتصاعد الهمس رويداً رويداً حتى ملأت أصواتهم المكان دون أي حساب أو مراعات أو احترام للمناسبة ولمن حضر. أمطروا بعضهم بالإهانات وعلى الفور صاح والد العروس بابنته قفي مكانك تسمرت ابنته مشدوهة وانعقد لسانها وتجمدت شفاها ولم تقو على الحركة رد عليه والد الشاب برعونة وقال: إذ كنت رجلاً بصحيح لا تتراجع عن قرارك طاشت سهام والدالعروس من هذا الرد الكيدي وشق طريقه بين الجمع وصل إليها ريحا عاصفة أمسكها بيدها ورجع بها إلى البيت وهو يبربر مع نفسه بكلمات لا تخلو من التهديد والوعيد ثم أمرها بخلع ثوب الزفاف غير عابىء أو مكترس بمشاعرها ومصيرها نفذت العروس ما أمرت به ولزمت غرفتها تشكو لها مأساتها وتندب حظها الأسود بغصة وحرقة وألم. حاول البعض انقاذ الموقف لكنهم فشلوا أمام تعنت أبوين جاهلين متسلطين انفض الجمع وكل عاد من حيث آتى مضت العروس ليلتها تحت ركام المآسي لكن الغريب والملفت في الحكاية هو غياب رأي العريس ووقوفه على الحياد جراء ما حصل وكأن كل شيىء مدبر وبحوزته تصور مسبق لما جرى. |
|