تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عندما يغار الرجل من نجاح زوجته

مرايا اجتماعية
الخميس 21-6-2012
المرأة نصف المجتمع وأي مجتمع يحس نصفه بالغبن لا يمكن أن يتطور وينهض، خصوصا إذا كان هذا النصف قد أثبت جدارته وأحقيته بالعمل، وقديما قالوا: وراء كل رجل عظيم امرأة، وقد يكون القول: وراء كل رجل عظيم امرأة يغار منها فتوصله منافستها إلى ؟؟

‏‏‏

‏‏‏

أن يغار الرجل من رجل آخر وينافسه في العمل فهذا أمر طبيعي-لأن حب التفوق خصلة جبلت عليها النفوس، لكن أن يصل الأمر ببعض الرجال إلى حد الغيرة من المرأة والتبرم من نجاحها، وليست أي امرأة بل زوجته، فذلك أمر يجب التوقف عنده، فما الذي يدفع الرجل إلى الغيرة من نجاح زوجته وتفوقها عليه- أهو حب السيطرة والفهم الخاطئ لمعنى القوامة- أم هو التمسك بالعادات والتقاليد التي تجعل للرجل الحق في التفوق على المرأة في كل شيءقد تبدأ غيرة الزوج من نجاح زوجته في عملها، بنار خفيفة في القلب، لكن سرعان ما تتحول إلى حريق لتلتهم الأمان والاستقرار الأسري…‏‏‏

يمكن لهذه الغيرة أن تكون إيجابية فتدفع بالزوج إلى المزيد من الجد و الاجتهاد، و يمكن أن تكون سلبية فتهدم الحياة السعيدة و تقلبها إلى جحيم لا يطاق. بالرغم من كوننا أصبحنا نعيش في عصر الانترنت و العولمة، إلا أن الرجل لم يتقبل بعد فكرة تفوق زوجته عليه في العمل، بحكم النظرة الدونية التي ينظر بها الرجل للمرأة، و ذلك باعتبارها كائناً ضعيفاً .‏‏‏

يستغرب ربيع كيف يغار الرجل من نجاح زوجته ويرى فيه إهانة له،وكل نجاح لها في العمل يصب في محصلته النهائية في مصلحة الأسرة، والرجل الذي يغار من نجاح زوجته هو في رأيي رجل ضعيف الشخصية،والنجاح ليس له جنس، بل يأتي مع الجد والمثابرة مضيفا :هناك حقيقة يجب أن يدركها الجميع وهي أنه لا يوجد تنافس بين الرجال والنساء- حسب رأيي- حتى يغار أحدهما من نجاح الآخر، لكن هناك من يحاول تصوير العلاقة بين الزوجين على أنها تنافس.‏‏‏

قداما نبيل فيرى: لا أحد يغار من نجاح زوجته في العمل حتى لو تفوقت عليه، لكن الذي يهمنا من هذا الموضوع هو أن الزوجة كلما كانت ناجحة في عملها، كلما كثر انشغالها عن بيتها وأطفالها، وقل اهتمامها بزوجها، وأصبح معظم وقتها للعمل فقط، لذلك يجد الزوج نفسه مضطرا للوقوف أمامها وهو ما يفهمه البعض على أنه غيرة من نجاحها، وإذا كان معظم الرجال لا يغارون من نجاح زوجاتهم بل يرونه مكسبا، فإن بعض الزوجات تدفع الرجل دفعا إلى الوقوف في طريق نجاحهاعن طريق بعض التصرفات الخاطئة.‏‏‏

بينما تقول مرام موظفة:الرجل الذي يغار من نجاح زوجته وتفوقها عليه في العمل هو رجل أناني، ومتخلف، ومثل هؤلاء الرجال موجودون، وخصوصا في المجتمعات التي لم تتقبل بعد فكرة عمل المرأة، التي مازالت ترى للرجل الحق في التفوق على المرأة في كل شيء، نجاح المرأة يحملها مسؤوليات كبيرة مضيفة:إن دور الرجل والمرأة في الأسرة دور تكاملي ولا ينبغي أن يغار أحد منهما من نجاح الآخر لكن بعض الرجال قد يحدث أن يغار من زوجته لأن طبيعة الرجل الشرقي عندما تستقل امرأته مادياً يشعر ان استقلالها يهدد مكانته وسط أبنائه خاصة إذا تقلدت منصباً أعلى من منصبه، فهو في النهاية لا يحب أن يكون موضع مقارنة خاسرة أمام الجميع.‏‏‏

فيما ترى سناء..اعلامية :الرجل قد يشعر بالغيرة من أي أنثى ناجحة سواء كانت زوجته أم زميلته في العمل، لأنه تعود على أن يكون الأفضل بحكم التربية وتفضيل الولد على البنت سواء كانت في الخلفة أم المعاملة، وأن هذا السلوك نتاج التربية في المقام الأول، أي لو تم تربية الرجل في بيئة تحثه على احترام المرأة، وترسخ مفاهيم أنه مخلوق كامل مثله تماماً له حقوق وعليه واجبات، وأن الفروق الوحيدة بينهما هي فروق فسيولوجية، ستكون النتيجة رجلا واعٍيا يساعد زوجته على تقلد أعلى المناصب.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية